**بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ**
"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ"
أيُّها الشعبُ العراقيُّ الكريمُ،
في هذا اليوم المجيد، نستذكرُ لحظةً تاريخيةً غيَّرَت مسارَ العراقِ إلى الأبد، وهو يومُ النصرِ العظيمِ على عصاباتِ داعشَ الإرهابية. لقد كان هذا النصرُ ثمرةَ التضحياتِ الجليلةِ التي قدَّمها أبناءُ العراقِ الأبطالُ من القواتِ الأمنيةِ، والجيشِ، والشرطةِ، والحشدِ الشعبيِّ، والعشائرِ، وكلِّ مَن ساهمَ في دحرِ هذا العدوِّ الظلاميِّ. وها نحنُ اليومَ في جهازِ الأمنِ الوطنيِّ نفتخرُ بأنَّنا كُنَّا جزءاً من هذهِ الملحمةِ الوطنيةِ، وأنَّنا حملنا على عاتقِنا مسؤوليةَ حمايةِ هذا الوطنِ وأمنِهِ من كلِّ مَن يحاولُ المساسَ به.
النصرُ على داعشَ لم يكن مجردَ انتصارٍ عسكريٍّ؛ بل كان انتصاراً للإرادةِ العراقيةِ، وللثباتِ على المبدأِ، وللإيمانِ بأنَّ العراقَ يستحقُّ أن يكونَ آمناً ومستقراً ومزدهراً. كان درساً لكلِّ العالمِ بأنَّ الشعبَ العراقيَّ لا يُقهَرُ، وشهادةً على وحدةِ أبنائِهِ في مواجهةِ التحدياتِ.
وبهذهِ المناسبةِ العزيزةِ على قلوبِنا، نستذكرُ بفخرٍ واعتزازٍ شهداءَنا الأبرارَ الذين ضحَّوا بأرواحِهم من أجلِ أن نعيشَ نحنُ اليومَ بأمانٍ. إنَّ دماءَهم الزكيةَ التي رَوَت أرضَ العراقِ ستظلُّ أمانةً في أعناقِنا، تدفعُنا كلَّ يومٍ إلى أن نكونَ أكثرَ إخلاصاً في حمايةِ الوطنِ. ستظلُّ بطولاتُكم وتضحياتُكم خالدةً في قلوبِنا وضميرِ الوطنِ، وستبقى أسماؤُكم محفورةً في سجلِّ الشرفِ الوطنيِّ.
ونحنُ في جهازِ الأمنِ الوطنيِّ، نغتنمُ هذهِ الذكرى لنجددَ عهدَنا بأن نبقى العينَ الساهرةَ التي تحمي الوطنَ من كلِّ خطرٍ، وأن نبذلَ قصارى جهودِنا من أجلِ أن ينعمَ شعبُنا بالأمنِ والاستقرارِ.
نسألُ اللهَ أن يحفظَ العراقَ وأهلَهُ، وأن يديمَ علينا نعمةَ الوحدةِ والنصرِ، ولنجعلْ من هذا اليومِ مصدرَ إلهامٍ يدفعُنا نحوَ مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً.
رئيسُ جهازِ الأمنِ الوطنيِّ العراقيِّ
١٠ – كانون الأول – ٢٠٢٤