أفادت خدمة تغير المناخ "كوبرنيكوس" (C3S) أن عام 2024 ربما يصبح الأشد حرارة في التاريخ.
كانت درجات الحرارة في الأشهر العشرة الأولى من العام أعلى بمقدار 0.16 درجة مئوية مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ما يجعل من شبه المؤكد أن عام 2024 سيتجاوز عام 2023 كأكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
ويتوقع أن يتخطى متوسط درجات الحرارة لهذا العام عتبة الـ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ليكون أول عام يتجاوز هذا الحد.
وبهذا الصدد، قالت سامانثا برجيس، نائبة مدير C3S: "بعد 10 أشهر من عام 2024، أصبح من المؤكد تقريبا أن هذا العام سيكون الأشد حرارة على الإطلاق، والعام الأول الذي تتجاوز فيه متوسط درجات الحرارة العالمية مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية".
وأضافت أن هذه الزيادة تمثل علامة فارقة في سجلات درجات الحرارة العالمية، ما يستدعي تعزيز الطموحات في مؤتمر COP29 (الدورة التاسعة والعشرون من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)).
كما كشف التقرير أن شهر أكتوبر 2024 سجل ثاني أعلى درجة حرارة في تاريخ الشهر، وكان من بين الأشهر الأشد حرارة على مستوى العالم، لا سيما في مناطق مثل أمريكا الوسطى واليابان.
وفي اليابان، على سبيل المثال، كانت درجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة قد أدت إلى خلو قمة جبل فوجي من الثلوج لأطول فترة منذ 130 عاما.
ومن جانب آخر، كشفت البيانات عن أن الصيف الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق، إذ سجلت درجات الحرارة في يونيو ويوليو وأغسطس ارتفاعا بنحو 0.69 درجة مئوية فوق المعدل. ووفقا لتقرير C3S، شهد أغسطس 2024 أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، ما أدى إلى موجات حر وجفاف واسع النطاق.
وتستمر المخاوف بشأن تبعات هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، التي تزيد من حدة الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والأعاصير. ففي إسبانيا، على سبيل المثال، تسببت الفيضانات المدمرة في فالنسيا في أضرار هائلة، حيث أشار العلماء إلى أن هذه الأمطار الغزيرة أصبحت أسوأ بسبب تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.
ومع اقتراب محادثات المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة، دعا الخبراء إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة من قبل الحكومات، لتحقيق أهداف المناخ المقررة والاستعداد لمواجهة الآثار المتزايدة لتغير المناخ، مثل الطقس المتطرف وارتفاع مستويات سطح البحر.