لا يزال الغموض يلف تفاصيل الهجوم الواسع الذي شهده لبنان، أمس الثلاثاء، بعد أن تفجرت مئات أجهزة النداء اللاسلكية "بيجر" التي يستعملها على نطاق واسع عناصر حزب الله.
فيما كشفت عدة مصادر استخباراتية ومسؤولون أميركيون وإسرائيليون بعض المفاجآت عن هذا الخرق الأمني غير المسبوق الذي استهدف الحزب، موديا بحياة 11 من عناصره، بالإضافة إلى سيدة وطفلة، فضلا عن إصابة نحو 3 آلاف.
فقد كشف مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لوكالة رويترز، اليوم الأربعاء، أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال لاسلكي (بيجر) استوردها الحزب قبل أشهر من تفجيرات أمس الثلاثاء.
وذكر المصدر الأمني اللبناني أن أجهزة البيجر من إنتاج شركة غولد أبوللو ومقرها تايوان، علماً أن تلك الشركة أوضحت في وقت سابق اليوم أنها الأجهزة التي تفجرت من إنتاج شركة بي.أيه.سي في العاصمة المجرية بودابست، التي لديها ترخيص باستخدام علامتها التجارية.
كما أوضحت عدة مصادر أن المخطط استغرق تحضيره على ما يبدو عدة أشهر. وقال المصدر الأمني الكبير إن حزب الله طلب خمسة آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة غولد أبوللو، وصلت إلى البلاد في وقت سابق من هذا العام.
لكنه لفت إلى أن تلك الأجهزة تم تعديلها "في مرحلة الإنتاج" من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي. وأضاف أن "الموساد قام بوضع لوحة داخل البيجر تحوي مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأية وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي".
وكشف أن ثلاثة آلاف من أجهزة البيجر انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة.
في حين أوضح مصدر أمني آخر أن ما يصل إلى ثلاثة غرامات من المتفجرات كانت مخبأة في هذه الأجهزة الجديدة ولم يكتشفها حزب الله لعدة أشهر.
من جهته أكد مسؤول في الحزب، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الانفجارات مثلت "أكبر خرق أمني" منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر.
بدوره، اعتبر جوناثان بانيكوف النائب السابق لمسؤول المخابرات الوطنية لشؤون الشرق الأوسط في الحكومة الأميركية أن "هذا الهجوم أكبر فشل لحزب الله في مجال مكافحة التجسس بلا ريب، منذ عقود".
وغالباً ما يستخدم مقاتلو حزب الله تلك الأجهزة كوسيلة اتصال منخفضة التكنولوجيا في محاولة للتهرب من أنظمة تعقب المواقع الإسرائيلية.