افتتح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أعمال مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات.
وقال السوداني خلال افتتاح المؤتمر وتابعته الرشيد، إن”أمامنا مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا ورؤيتنا للمخدرات لا تقتصر على الضرر الذي يستهدف شبابنا وإنما نراها عاملاً أساسياً في عدم استقرار المنطقة”.
وأضاف، أن”المخدرات تفكك الأسرة وتجند الإرهابيين والقتلة وهي وسيلة لتدمير المجتمعات من الداخل وفعل الشر الذي تؤديه المخدرات لا يقل تأثيراً عن الحروب”.
وتابع: “لقد أولينا مكافحة المخدرات أولوية في حكومتنا ويمكننا توحيد الجهود لتكون مجتماعاتنا خالية من آفة المخدرات”، لافتا إلى أن”المخدرات جريمة عابرة للحدود ولا يسلم منها أحد”.
وأشار إلى، أن”الحكومة شرعت بإجراءات لتفتيت عصابات المخدرات”، مبينا”جاهزية العراق للتنسيق المشترك مع دول الجوار”.
وفيما يأتي أبرز ما جاء في كلمة رئيس مجلس الوزراء:
مكافحة المخدرات مسؤوليةٌ تتحملُها الدولةُ بكلِّ أجهزتِها وأذرعِها، كما تتحملُها مُجتمعاتُنا بجميعِ عناوينِها الاعتباريةِ العاملة.
المخدرات والمؤثرات العقلية عامل أساسي من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة.
تهديد المخدرات لا يقتصر على الضَرر الذي تستهدف به شبابَنا، بل يعني أن مستقبلنا بمجملهِ يقعُ في دائرةِ الأخطار.
التخادم بين الإرهاب وعصابات المخدرات يسعى الى خلقِ مناطقَ مَعزولةٍ، تخرجُ عن سيطرةِ القانون،.
الترابط بين الإرهاب وزمر المخدرات، يستهدف زعزعة أمننا وهز الأسس المستقرة لمجتمعاتنا.
جرى استخدام المخدرات في تجنيد الإرهابيين، من أجل خلق منطقة غير آمنة، ووقف التنمية وإضعاف الأوطان،.
فعل المخدرات لا يختلف في نتائجهِ عن الحروب، والتهجير، ومحاولةِ قلعِ الشعوبِ من أسُسِها، بالضبطِ كما يهدُف العُدوانُ الجاري على غزّة وشعبنا الفلسطيني.
يتمثل هدف المخدرات والإرهاب في نَشرِ الصِّراع، وتوسعةِ ساحاتِ العُنف، لانتاج التطرّف، والمزيدِ من اللاجئين.
المُخدّراتُ لم تعدْ مجرّدَ عقاقيرَ كيميائيةٍ تلعب بعقولِ بعضِ الأفرادِ والمُتعاطين، بل هي وسيلةٌ لتدمير المجتمعاتِ من الداخل.
أولينا هذا الملفَّ رعاية واهتماماً مُركّزاً منذُ اليومِ الأوّلِ لعملنا، لحمايةِ المجتمع من تهديدٍ يستهدفُ الشباب والأساسَ الأخلاقيَّ والقيْميَّ .
شرعنا في جملةِ إجراءاتٍ وقراراتٍ استهدفت تفتيتَ قدرةِ الجماعاتِ الإجراميةِ العاملة على هذهِ السموم، ورفعُ مستوى حصانةِ المجتمع، ضمنَ ستراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لمكافحةِ المُخدّرات.
بتوحيدِ الجهود وتعزيزِ التنسيقِ المُشترك، نحققَ الهدفَ المنشود، بأنْ تكونَ مجتمعاتُنا خاليةً من هذا المرضِ الاجتماعي المُصطنع.
المخدّرات تسوّق الجريمة، وتروّج لها العصاباتُ الخارجةُ عن القانون، و تستهدفُ صنعَ الفُوضى والانحلال..
أهداف تجارة المخدرات اختلطت بالإرهابِ المُمولِ منها، وبالجهاتِ المُعاديةِ التي لا تتورّعُ عن دعمِ الجريمةِ لتحقيقِ أهدافٍ سياسيةٍ خائبة.
نجح العراقيون في محاربة الإرهابِ ودحره على مدى عقدينِ كاملين، وهم جاهزون لتوظيف خبراتِهم في المجال الاستخباري والتنسيقِ الأمني المشتركِ بأوسعَ ما يكون.
التنسيق والتعاون لملاحقةِ عصاباتِ المخدراتِ وتفكيكِها، سيخدم الأمن الإقليمي والدولي.
العراقَ مُنفتحٌ على كلِّ تعاونٍ أو جهدٍ مع الأشقاءِ والأصدقاء.
سندعم كل جهد يستهدفُ القضاءَ على بؤرِ سمومِ المخّدراتِ ومحطاتِ تصنيعِها، ويقطعُ سلاسلَها، ويقدم مرتكبيها للعدالة، لأنها جريمة عابرة للحدود.