اكدت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، اهمية توقف جميع الهجمات من داخل العراق وخارجه، بالاضافة الى كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية.
وقالت بلاسخارت في نص احاطتها امام مجلس الامن الدولي بشأن الاوضاع في العراق:
مع اشتعال الصراع في غزة، تتركز جهود الحكومة العراقية على تجنب تداعيات ذلك المحلية (والإقليمية). ومع ذلك، أضحت الهجمات المستمرة واقعاً مُراً. وتنطلق هذه الهجمات من داخل حدود البلد وخارجها. ومن شأنها أن تفضي إلى تراجع استقرار العراق الذي تحقق بشق الأنفس.
لكي يواصل العراق مسيرته على طريق الاستقرار والتقدم، يُعد توفر بيئة مواتية أمراً أساسياً. وتتطلب تلك البيئة ضبطاً للنفس من كافة الأطراف.
إن أرسال الرسائل من خلال الضربات لا يؤدي إلا إلى تصعيد للتوترات وإلى قتل الناس أو إصابتهم وإلى تدمير الممتلكات. وبدلاً من اللجوء إلى استخدام القوة، ينبغي أن تركز جميع الجهود على حماية العراق من الانجرار بأي شكل من الأشكال إلى صراع أوسع نطاقاً.
من الأهمية بمكان أن تتوقف جميع الهجمات. حيث لا يزال العراق (بل والمنطقة ككل) على حافة الهاوية، حيث يهدد أقل سوء تقدير باندلاع مواجهة كبرى.
لقد تمت الانتخابات المحلية في 2023 بطريقة سلمية على نطاق واسع وبشكل سليم من الناحية الفنية. ومثّل ذلك محطة أخرى في جهود الحكومة للخروج من حلقات القصور السابقة. ونأمل حقاً أن تدل إعادة إنشاء الهيئات التمثيلية المحلية على المضي في خطوة رئيسية أخرى إلى الأمام.
سيكون التحدي الذي يواجه الانتخابات المستقبلية هو حشد نسبة إقبال أعلى من الناخبين، والأهم من ذلك، تشجيع الناخبين العراقيين الذين يحق لهم التصويت على التسجيل.
إن الإصلاحات والتنمية ضروريان لفتح آفاق مستقبلٍ أكثر إشراقاً لجميع العراقيين. مستقبل يستطيع فيه الشباب الاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم لتحسين حياتهم ومجتمعاتهم، بدلاً من التظاهر في الشوارع بسبب اليأس، أو القيام بما هو أسوأ من ذلك: حمل السلاح.
غالباً ما تؤدي مشاعر الإقصاء والتهميش إلى دورات متكرّرة من الصراع. إن إدارة التنوع ليست سهلة أبداً، ولكن إذا تمت بشكل جيد فإنها تمثل مكسباً كبيراً في الحيلولة دون زعزعة الاستقرار وانعدام الثقة والعنف، وتعزيز احترام حقوق الإنسان. والأمر الأساسي في ذلك هو سيادة القانون.
إقليم كردستان: التأجيلات المستمرة للانتخابات لا تخدم مستويات الثقة المتدنية أساساً، ولا تساهم في استقرار العراق.
يستمر التشاحن بين بغداد وأربيل بشأن المسائل المالية والمتعلقة بالميزانية. والناس هم من يعانون. إن التمويل لشهر كانون الثاني هو موضع ترحيب، ولكن هناك حاجة ماسة إلى حل أكثر ديمومة.
لا يمكن لأي حكومة أن تقوم بذلك بمفردها. ولا يسعنا إلا أن نأمل بأن يواصل جميع السياسيين العراقيين السعي لوضع البلاد على أوضح طريق للنجاح، بما يخدم مصالح جميع العراقيين. والأمر نفسه ينطبق على أي طرف فاعل آخر في داخل العراق أو خارجه: يتوقع منهم أن يدعموا هذا الهدف، بدلاً من إحباطه.
إن الحاجة إلى تقدم مستدام، نحو الإصلاح الحقيقي، وتحسين مستويات المعيشة لن تتراجع. حيث ينمو عدد سكان العراق كل عام. وبينما تحتفظ خطط الحكومة بالمفتاح لتلبية هذه الاحتياجات، فإن تحقيقها سيصبح أصعب مع مرور الأعوام. لقد حان وقت العمل.
أؤكد مرة أخرى على أهمية تهيئة بيئة مواتية والحاجة الماسة إلى إيقاف الهجمات من داخل العراق أو خارجه. وكما ذكرنا في الماضي يجب أن يشمل ذلك كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة. ولا يمكن المبالغة في تقدير المخاطر الهائلة والعواقب المدمرة المحتملة لهذه الأعمال.
في كانون الأول 2018 وصلتُ إلى بغداد. والآن، بعد خمس سنوات، حان الوقت تقريباً لأقول وداعاً. وأتوقع أن أغادر منصبي في نهاية أيار. إنه ليس أمراً سهلاً. وفي السراء والضراء، أصبح العراق ببساطة جزءاً مني.
لا يسعني إلا أن آمل أن يتعرّف الناس من جميع أنحاء العالم يوماً ما، إن شاء الله، على العراق الحقيقي. إنه بلد ذو جمال هائل. بلد ذو تنوع وثقافة غنيين، حيث توجد العديد من الفرص لاغتنامها.
أتوجه بالإشادة بجميع العراقيين رجالاً ونساء. على تضحياتهم وقوتهم وعمق التزامهم ببناء عراق مزدهر وديمقراطي وسلمي. عاش العراق.