متابعة – الرشيد
أجرى الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والإيراني ابراهيم رئيسي، في أنقرة، محادثات شملت أوجه التعاون بين البلدين، على رأسها مكافحة الإرهاب والتجارة والقضية الفلسطينية.
وقال الرئيس الإيراني خلال مؤتمر صحافي مع أردوغان عقب الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، في أنقرة، إن تركيا وإيران متفقتان بشأن دعم فلسطين ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه.
وأكد رئيسي، أن تركيا وإيران لديهما وجهات نظر مشتركة بشأن فلسطين، معتبرا أن موقف تركيا، شعبا وحكومة، ضد الهجمات الإسرائيلية في غزة "أمر يستحق التقدير".
وأكد أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعالم الإسلامي والإنسانية، مشيرا أن الولايات المتحدة مسؤولة عن كافة الجرائم التي ترتكب في غزة عبر دعمها لإسرائيل، وأن المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، التي فشلت في وقف الهجمات في غزة فقدت وظيفتها.
وقال إن "علينا أن نسعى جاهدين لإقامة نظام عالمي جديد وعادل من خلال التعاون مع الدول الإسلامية مثل تركيا، والدول والشعوب الليبرالية في العالم، والأشخاص الذين يدافعون حقا عن حقوق الإنسان".
ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي يتم إدارتها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، واتهم واشنطن وتل أبيب بمحاولة خلق عدم الاستقرار في المنطقة من خلال التنظيمات الإرهابية.
وأضاف: "أقمنا علاقات جيدة مع تركيا طيلة سنوات طويلة، ونريد أن نرتقي بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى في المرحلة القادمة".
من جهة أخرى، قال رئيسي: "نثق بأن أمن تركيا من أمننا، وأمن دول المنطقة من أمننا، وبأن أدنى انعدام في الأمن بأي دولة من دول المنطقة يضر بالجميع".
وأكد أن التعاون بين البلدين، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، له أهمية كبيرة.
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه بحث مع نظيره الإيراني، أهمية مواصلة تعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف البلدين.
وأدان أردوغان خلال المؤتمر الصحافي، الهجوم الذي وقع في محافظة كرمان الإيرانية، في 3 يناير الجاري، مؤكدا وقوف تركيا إلى جانب إيران في مكافحة الإرهاب.
ولفت إلى أن المحادثات تناولت أهمية تعزيز التعاون أكثر ضد التنظيمات "بي كي كي/ بي واي دي/ واي بي جي" و"بيجاك" (تنظيمات كردية مسلحة تصنفها أنقرة إرهابية) التي تستهدف أمن البلدين والمنطقة.
وأضاف أردوغان، على أن المحادثات تناولت مجالات التعاون وآخر التطورات الإقليمية والدولية، في سوريا والعراق وأفغانستان وجنوب القوقاز، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد أردوغان، على أن القضية الفلسطينية تشكل محور اهتمام تركيا وإيران، مشيرا إلى أن وزيري خارجية البلدين شاركا الثلاثاء، في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول فلسطين، في نيويورك.
وأوضح أردوغان، أنه ناقش مع رئيسي، خلال لقائهما الحاجة إلى "إنهاء الهجمات الإسرائيلية غير الإنسانية على غزة في أسرع وقت ممكن، واتخاذ خطوات عاجلة نحو إقامة سلام عادل ودائم"، مشيرا إلى أنه اتفق مع الرئيس الإيراني، "على أهمية تجنب الخطوات التي من شأنها تهديد أمن واستقرار منطقتنا أكثر".
وحول الدعوى المقامة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، قال الرئيس التركي، "نؤيد الخطوات المتخذة في القانون الدولي لمنع إسرائيل من الإفلات من جرائم الحرب التي ترتكبها. وسنواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة لوقف المجازر، وتحقيق وقف إطلاق النار، وتمهيد الطريق للسلام الدائم في المنطقة".
من جهة أخرى، أشار إلى إحراز تقدم في سبيل تحقيق الهدف التجاري السنوي البالغ 30 مليار دولار (مبادلات تجارية) مع إيران.
وقال الرئيس التركي إن تركيا لم ولن تقطع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع جارتها إيران بسبب العقوبات المفروضة عليها.
وقال إنه "بينما هربت العديد من الشركات الغربية من إيران بسبب العقوبات، اختارت 200 شركة من شركاتنا البقاء فيها رغم كل الصعوبات"، مشيرا في هذا السياق إلى أنهم يتوقعون اتخاذ الجانب الإيراني خطوات ملموسة لحل المشاكل التي تواجهها بعض الشركات التركية في إيران ما سيمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات.
وأضاف أردوغان أن "فتح بوابات حدودية جديدة مع إيران مطروح على جدول أعمالنا والإجراءات مستمرة بشأن إقامة مراكز تجارة حدودية لزيادة التنمية الاقتصادية في ولاياتنا الحدودية".
وأكد الرئيس أردوغان، أنه "يجب على القوتين الإقليميتين تركيا وإيران تعزيز تعاونهما من أجل التنمية والاستقرار".
وأردف: "تركيا وإيران دولتان جارتان وشقيقتان يبلغ إجمالي عدد سكانهما حوالي 170 مليون نسمة ولديهما موارد وقوى بشرية هائلة، والبلدان اللذان كانا مهد الحضارات عبر التاريخ تربطهما علاقات متجذرة ومتعددة الأبعاد".
وأضاف الرئيس التركي "تعد إيران إحدى البوابات لبلادنا نحو آسيا، وإن تركيا هي بوابة إيران نحو أوروبا".
وتابع "نرى أن هناك إمكانات جدية لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا، وحتى الآن، لم نتمكن من الاستفادة بشكل كاف من هذه الإمكانات لأسباب مختلفة، لكننا حافظنا على إرادتنا للمضي قدما بعلاقاتنا، وخاصة التجارة والاستثمارات".
إلى ذلك، وقعت تركيا وإيران 10 اتفاقيات بحضور أردوغان ورئيسي في العاصمة التركية أنقرة، شملت:
– اتفاقية التشغيل بين شركة نقل الكهرباء التركية، وشركة إدارة الشبكة الإيرانية.
– مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال المناطق الحرة بين وزارة التجارة في الجمهورية التركية والمجلس الأعلى للتجارة الحرة والمناطق الصناعية والاقتصادية الخاصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
– مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الإعلام والاتصال بين مديرية الاتصالات الرئاسية في الجمهورية التركية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
– اتفاقية إطارية بشأن النقل بالسكك الحديدية بين وزارة النقل والبنية التحتية في جمهورية تركيا ووزارة الطرق والتمدن في جمهورية إيران الإسلامية.
– مذكرة تفاهم حول التعاون العلمي والصناعي والتكنولوجي بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا في الجمهورية التركية ومكتب نائب الرئاسة الإيرانية المسؤول عن العلوم والتكنولوجيا.
– إعلان نوايا التعاون بين وزارة الثقافة والسياحة في الجمهورية التركية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن عام الثقافة المتبادلة 2025.
– مذكرة تفاهم بين أكاديمية الشرطة في الجمهورية التركية وجامعة أمين للشرطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
– مذكرة تفاهم بين حكومة الجمهورية التركية وحكومة جمهورية إيران الإسلامية بشأن الاعتراف المتبادل برخص القيادة الوطنية.
– مذكرة تفاهم بين حكومة الجمهورية التركية وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن تعيين ضباط أمن الطيران المسلح.
– مذكرة تفاهم حول التعاون في قطاع الطاقة بين وزارة الطاقة والموارد الطبيعية في الجمهورية التركية ووزارة النفط في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.