اقتحم الجيش الإسرائيلي قبيل فجر اليوم الاثنين مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية في إطار عملية عسكرية واسعة وُصفت بأنها الكبرى منذ الانتفاضة الثانية، ورافقها قصف جوي أوقع 4 شهداء فلسطينيين، فيما استهدفت المقاومة الفلسطينية آليات للاحتلال بعبوات ناسفة مؤكدة تحقيق إصابات.
وأفادت وسائل اعلام، بأن قوات إسرائيلية كبيرة جدا مدعومة بدبابات وجرافات ومروحيات وطائرات مسيّرة تشارك في العملية، مشيرا إلى أنها اقتحمت المخيم من اتجاهين وتمركزت في وسط المدينة، ونفذت غارات جوية عدة.
وأظهرت صور قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء الاقتحام، فيما أظهرت صور أخرى استهداف المقاومة الفلسطينية آليات الاحتلال الإسرائيلي بعبوات ناسفة محلية الصنع.
كما أظهرت مقاطع مصورة جنود الاحتلال وهم يقتحمون المنازل في جنين، وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال استولت على منزل عائلة الأسير زكريا الزبيدي.
وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن قوات الأمن عملت في الساعات الأخيرة بجهد مكثف ضد ما وصفها بمراكز الإرهاب في جنين، مضيفا أن المنظومة الأمنية جاهزة للتعامل مع كل سيناريو.
وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) -في بيان مشترك- استهداف مقرّ للفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين، وقال إن المقرّ المستهدف استخدم نقطة مراقبة وتجمع لتسليح العناصر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ سلاح الجو شنّ هجوما استهدف مقرّ قيادة عمليات موحدة للفصائل المسلحة في مخيم جنين، مضيفا أن المقر المستهدف كان يؤوي مطلوبين على خلفية تنفيذهم عمليات خلال الأشهر الأخيرة.
من جانبها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتقال حوالي 15 مطلوبا فلسطينيا في إطار مداهمات للمنازل في جنين، ونقلت عن مصدر أمني أن القوات الإسرائيلية تعمل على الاستيلاء على مبان ومنازل لمسلحين في جنين واعتقال مطلوبين.
الكبرى منذ الانتفاضة الثانية
في هذه الأثناء، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005).
وقالت الهيئة إن هناك عملية مكثفة للجيش الإسرائيلي في جنين، وإن الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عاما.
بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية العسكرية في جنين تنفذها قوات من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وهي الكبرى منذ عملية “السور الواقي” عام 2002، مشيرة إلى أن الهدف منها هو استعادة الردع الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية خاصة في جنين.
وأضافت أن نحو ألف جندي يشاركون في العملية بينهم المستعربون وسلاح الجو والمدفعية، وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وقيادة الجيش وافقوا على العملية قبل 10 أيام، مشيرة إلى أنه يتوقع أن تستمر يومين لكن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.
كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش نشر بطاريات القبة الحديدية، تحسبا لأي قصف صاروخي ردا على عملية جنين.