هيمن فيلم “كل شيء، كل مكان، في نفس الوقت” (Everything Everywhere All at Once) على حفل الأوسكار فجر اليوم الاثنين، إثر فوزه بسبع جوائز في فئات رئيسية من بينها أفضل فيلم، ونالت بطلته ميشيل يوه جائزة أفضل ممثلة لتصبح أول ممثلة من أصل آسيوي تنال هذه المكافأة الكبرى.
وفاز الفيلم الذي يصنف ضمن أفلام المغامرات بالجائزة الكبرى في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وهي جائزة أفضل فيلم، وسط ترحيب هوليود بقصة عن أسرة صينية أميركية تعمل على حلّ مشاكلها في عدة أكوان.
وكان لهيمنة الآسيويين على طاقم “كل شيء كل مكان في نفس الوقت” رمزية كبيرة في هوليود التي تواجه منذ سنوات انتقادات على خلفية نقص التنوع فيها، وهي هيمنة توجتها بسبع جوائز إجمالا، منها ثلاث جوائز تمثيل من أصل أربع جوائز، فاز بها النجوم: ميشيل يوه، وكي هوي كوان، وجيمي لي كيرتس، وسلمت لهم على مسرح دولبي في لوس أنجلوس.
وقالت يوه (60 عاما) الماليزية التي أدت الدور الرئيسي في الفيلم، وهو دور مالكة مغسلة تكتشف أنها تمتلك قوى خارقة في أكوان بديلة، عند تسلمها الجائزة “لجميع الفتية والفتيات الذين يشبهونني ويشاهدون الليلة، هذا بصيص أمل وفرص… أيها النساء، لا تدعن أحدا يخبركن أنكن تجاوزتن أوج عطائكن”.
حلم كي هوي كوان الأميركي
وكانت جائزة أفضل ممثل مساعد من نصيب الممثل كي هوي كوان عن دوره في الفيلم نفسه، وهو دور لعب فيه شخصية زوج يوه الساخط في أسرة تعاني من مراجعة ضريبية تهدد أعمالها التجارية.
وعمل كوان في التمثيل وهو طفل، لكنه ابتعد عنه لعقدين من الزمان، إذ ظهر وهو طفل في فيلم “إنديانا جونز” (Indiana Jones) (1984)، وفيلم “الحمقى” (The Goonies) (1985).
وقال كوان (51 عاما) -المولود في فيتنام- إنه ترك التمثيل لأعوام لأنه رأى أن الفرص ضئيلة بالنسبة للممثلين الآسيويين على الشاشة الكبيرة، وانهمر الدمع من عينيه وهو يتسلم جائزته، وقبّل تمثال الأوسكار الذهبي.
وأضاف “بدأت رحلتي في قارب.. قضيت عاما في مخيم للاجئين وبشكل ما انتهى بي الحال هنا على خشبة أكبر مسارح هوليود”، وتابع “يقولون إن قصصا مثل هذه تحدث في الأفلام… لا يمكنني تصديق أنها تحدث لي. هذا هو الحلم الأميركي”.
وفازت جيمي لي كيرتس بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم نفسه، وهو دور محصلة ضرائب. ونظرت كيرتس إلى السماء وخاطبت والديها توني كيرتس وجانيت لي الراحلين اللذين سبق أن ترشحا لجوائز الأوسكار، وقالت وهي تذرف الدموع “لقد فزت للتو بالأوسكار”.
وفاز الممثل برندان فريزر بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم “الحوت” (The Whale)، الذي أدى فيه دور رجل شديد السمنة يحاول إعادة التواصل مع ابنته.
أفضل فيلم أجنبي وأفضل وثائقي
وفاز الفيلم الحربي “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” (All Quiet on the Western Front) بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وتدور أحداث الفيلم الذي تعرضه منصة نتفليكس حول أهوال حرب الخنادق، بعين جندي شاب كان متحمسا للقتال في بادئ الأمر.
وتوجّه مخرج الفيلم إدوارد برجر بالشكر لبطل الفيلم الشاب فيلكس كامرير الذي وقف إلى جواره على المسرح لتسلم الجائزة.
وفاز الفيلم أيضا بأوسكار أفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصوير سينمائي، فيما فاز فيلم “بينوكيو من جييرمو ديل تورو” (GUILLERMO DEL TORO’S PINOCCHIO) بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة.
وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي لفيلم “نافالني” (Navalni)، الذي تدور أحداثه حول تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني في واقعة كادت أن تودي بحياته.
وحصدت شركة الإنتاج السينمائي المستقلة “إيه.24” (A.24) التي أنتجت فيلمي “كل شيء، كل مكان، في نفس الوقت” و”الحوت” تسع جوائز، وهو أكبر من أي عدد جوائز نالته شركة إنتاج أخرى.
صفعة ويل سميث
من جهة أخرى، كانت صفعة ويل سميث للكوميدي كريس روك التي عكرت صفو حفلة الأوسكار العام الفائت حاضرة في عدد من دعابات جيمي كيميل الذي تولى تقديم الأمسية.
وقال كيميل بلهجة الدعابة “إذا أقدم أيّ كان في هذا المسرح على عمل عنيف في أي وقت خلال الاحتفال، فستفوزون بأوسكار أفضل ممثل، وستتمكنون من إلقاء خطاب لمدة 19 دقيقة”.
وتعرّضت الأكاديمية لانتقادات العام الفائت، لكونها سمحت لسميث بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح بعد صفعه كريس روك، وصدر بعد ذلك قرار بمنعه من حضور الحفلة لمدة 10 سنوات.
وقبل بداية الحفل حلقت طائرتان مقاتلتان تابعتان لمشاة البحرية الأميركية فوق هوليود، في إشارة إلى فيلم “توب غَن: مافريك” (Top Gun: Maverick) الجماهيري الذي ساهم أخيرا في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة.