قالت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، إن مديرة في قسم إصلاح السجون في بريطانيا سُجنت بعد أن ظلت تضرب زوجها لمدة 20 سنة، بينما كان الزوج يتكور على نفسه منكمشاً في وضعية الجنين.
أوضحت الصحيفة أن شيري سبنسر، 45 عاماً، جعلت حياة زوجها ريتشارد كالجحيم بسبب الاعتداءات البدنية عليه والإهانات اللفظية، مما جعله يعاني من آثار نفسية “سوف تستمر طوال حياته”.
بريطانية تسبب عاهة مستديمة لزوجها
في إحدى المرات، ضربت شيري زوجها ريتشارد بزجاجة نبيذ بقوةٍ، ضربةً تسببت له في عاهة مستديمة في أذنه. وفي وصلات السباب التي كانت تدخل فيها وهي في حالة سكر من احتساء النبيذ، كانت تصفه بأقذع الألفاظ التي تعني “الجبان” و”الغبي”، وكانت تتسبب في كدمات وخدوش اعتاد أن يخفيها باستخدام مساحيق التجميل قبل اصطحاب أطفاله إلى المدرسة والحضانة.
على مدى سنوات، سجل ريتشارد سبنسر فيديوهات وتسجيلات صوتية لاعتداءات زوجته عليه، وبعد أن استُدعيت الشرطة إلى منزل العائلة في 2021 عن طريق أحد عمال الرعاية الاجتماعية القلقين من وضع الزوج، أعطى ريتشارد إليه 43 صورة لوجهه الذي كان ممتلئاً بالكدمات في تواريخ مختلفة.
توثيق الاعتداءات
كان الزوج يرسل الفيديوهات والصور إلى عنوان البريد الإلكتروني الخاص به، ثم يحذفها من الهاتف؛ كي لا تدرك زوجته أنه يسجل الاعتداءات العنيفة.
علمت محكمة التاج البريطاني في مدينة هل أن شيري كانت أماً لثلاثة أطفال صغار، وأن كثيراً من الاعتداءات ضد الزوج وقعت في منزل العائلة.
ما وُصف بـ”المفارقة الهائلة” أن شيري اضطلعت بالكثير من العمل الذي يستهدف التحقيق في آثار عقوبات السجن المتعلقة بشؤون الأسرة في عملها رفيع المستوى بدائرة جلالة الملكة للسجون والمراقبة.
كانت شيري، التي تنحدر من قرية بوبويث بمقاطعة شرق يوركشير، مديرة مشروع في إدارة الاستراتيجية والأداء التابعة لدائرة السجون والمراقبة، وكانت تتباهى أمام أصدقائها بأنها كانت قريبة من رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في تلك المنطقة، وتحدثت عنه كما لو أنه أحد الأصدقاء.
تحمل نوبات الغضب العنيفة
بعد زواجهما في عام 2000، بدأ ريتشارد في تحمل نوبات الغضب العنيفة التي تدخل فيها زوجته، والتي كانت تحدث سواء كانت سكرانة أو متزنة.
في سياق متصل، أبلغ سبنسر المحكمة بأنه برغم أنه أكبر وأقوى جسدياً من زوجته، لم يقاتل زوجته عندما كانت تبدأ في الاعتداء عليه.
قال إنه صار شبه محصن أمام اعتداءات زوجته الجسدية، مع أنها كانت تتسبب في ألم شديد عندما تغرز أسنانها في جسده، لكن الآثار النفسية التي خلفتها الاعتداءات هي التي سيكون له الأثر الأبقى.
في المقابل، فقد اعتُقلت شيري في يونيو/حزيران 2021 بتهمة الاعتداء على زوجها.
من جانبه، قال ريتشارد أمام المحكمة: “رويداً رويداً، فقدت استقلاليتي وقوة إرادتي، وقبلت فحسب أن تلك هي الطريقة التي كانت تسير بها حياتي. امتثلت لمطالب شيري، وسيطرت هي على جميع جوانب حياتي اليومية، بما في ذلك أشياء على شاكلة الأنشطة التي يمكنني المشاركة فيها، ومتى أشارك، وأي الغرف التي أستطيع النوم فيها، بل أي المراحيض يمكنني استخدامها”.
تابع: “تدريجياً، صرت منعزلاً عن عائلتي وأصدقائي، وتُركت غارقاً في الديون؛ مما جعلني أشعر بأنني محاصر”.
أوضح أن تقييد زوجته كان أمله الوحيد لتجنب تعرضه لإصابة شديدة، لكن ذلك كان يجعلها تغضب غضباً أشد. وقال: “أنا أكبر جسدياً وأقوى من شيري، ومن ثم يمكنني تقييدها إذا صار الألم غير محتمل. ومع ذلك، كنت أمسك بها فقط لمدة طويلة، وعندما يأتي الوقت وأتركها، كانت تغضب غضباً أشد، والإصابات التي كانت تلحقها بي كانت دائماً أسوأ”.
تابع: “بعد مدة، تعلمت أن أغطي وجهي بيدي وأتكور في وضعية الجنين لمحاولة تجنب التعرض لأية إصابات ظاهرة في الوجه، كي أتمكن من مواصلة اصطحاب الأطفال إلى المدرسة”.
تناول المزيد من النبيذ
في حين أُبلغت المحكمة بأن شيري كانت أحياناً تحتسي ثلاث زجاجات من النبيذ. وقد اعترفت الزوجة بالسلوك القسري المهيمن، وبثلاث تهم اعتداء جسدي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاتهامات تغطي فترة ممتدة لخمس سنوات فقط من أصل علاقة زوجية استمرت لـ20 سنة، وهي الفترة اللاحقة لتمرير قانون ينظم السلوك الأسري القهري والمهيمن في عام 2015.
لكن القاضية رايفيلد وضعت في حسبانها سلوكها المستمر تجاه زوجها، لأنه يسلط الضوء على ضعفه بوصفه ضحية لسلوكها وحكمت القاضية رايفيلد على شيري بالسجن لأربع سنوات.