بيــــــان
نتابعُ بقلقٍ وغضبٍ كبيرين ما يحدثُ من محاولات تضييقٍ على الفنّ والإعلام العراقيين في الأسبوعين المنصرمين، في نسقٍ سيءٍ يمتدّ إلى إرث الديكتاتورية الظالمة من جهة، ويُنهي الثمرة الوحيدة لسقوط النظام الصدّامي الذي تمرّ ذكراه هذه الأيام: حريّة التعبير، أو بمعنى أدق: ما تبقّى منها.
إن الاستهداف الممنهج لكل رأي يشير إلى فساد أو فوضى، يصنعُ من العراق بيئةً مسمومة للفنان والصحفيّ، خصوصاً وأنهم يتحدثون عن ظواهر يعرفها أيّ مواطن اعتياديّ في الشارع، وما حدث مع الزميلين الفنان إياد الطائي والإعلامي أحمد ملا طلال، وما سبق هذا، وما تلاه وسيأتي، هو ترسيخٌ للديكتاتوريّة، والقمع، وإسكات جميع الأصوات.
إنّ الفنان الذي وقف مع المؤسسة العسكرية في معاركها ضدّ الإرهاب، وقف من موقفٍ وطنيّ خالص، وهو السبّاق لدعم مقاتلينا الأبطال في معاركهم، ولم يكتفِ بذلك، فقد نظّم فنانون في مناسبات مختلفة، عروضاً وأوبريتات وأناشيد، وحملات للتبرع بالدم، لكن هذا لا يعني أن يكون دور الفنان ذلك فحسب، فكشف الفوضى والفساد والظواهر السلبية هو دعمٌ لأبنائنا الأبطال.
إننا نحذّر، وبشدّة، من استهداف الفنانين العراقيين من قبل المؤسسة العسكرية أو غيرها، لأنهم يتعاملون مع واحد من أشدّ المؤثرين في الرأي العام، وإن مَن يحاول أن يصنع من القانون مطرقة ضد الفنان، في وقتٍ يُسحق القانون بكرةً وعشيّا من أجل المسؤولين وأبنائهم، الذين يتحدثون عن فسادهم أمام رؤوس الأشهاد، فإن الفنان سيستخدم كل ما يملك، من مسرح وسينما ودراما ووسائل تواصل اجتماعيّ، لإدانة الزمرة المتشبّهة بالطاغية صدام، وبالنظام السياسي السيء الذي يُمعن بالتشبّه بالنظام البعثي.
الحليم تُحذر غضبته، والفنّان تُحذر غضبته مرّتين، لأن دفاعه عن نفسه هو دفاع عن الحق بقولة "لا".
المجلس المركزي
نقابة الفنانين العراقيين
المركز العام