بقدر ما تكثر من التجوال حول العالم بقدر ما تجد من مفاجآت، وهذا بالضبط ما حدث لطاقم فيلم وثائقي أسترالي يتحدث عن جنوب إثيوبيا، حيث التقى الفريق بقيادة المخرج السينمائي إبراهام جوفي بصاحبة أكبر قرص شفاه في العالم.
ومن منطلق أن الشفاه تعد رمزاً لجمال المرأة وأنوثتها، تضع نساء قبيلة سورما الإثيوبية أقراصاً دائرية من الطين أو الخشب في أفواههن لتكبير شفاههن، حسب ما جاء في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
هكذا وسعياً وراء الجمال، تضع أتاي إيلجيداجن وهي فتاة إثيوبية تبلغ من العمر 20 عاماً، قرصاً ضخماً لتزيد من جمال شفتيها، حيث يبلغ قطره 19.5 سم، ومحيطه يصل إلى 59.5 سم، ويعد وفقا لموسوعة غينيس، أكبر قرص شفاه فى العالم.
وتقوم أتاي بوضع أقراص دائرية مصنوعة من الخشب في حفرة مثقوبة إما في الشفة العليا أو السفلى أو كليهما، ويتم إدراج رابط خشبي بسيط لتمتد عليه الشفتان وتتّخذ شكل القرص، ويتم استبدال القرص من وقت إلى آخر، ولكن يزيد قطره في كل مرة تستبدله، وكلما زاد قطر قرص الطين زاد جمالها على حد معتقداتهن.
من جانبه، عبر المخرج جوفي عن مدى اندهاشه والفريق المصاحب له عندما شاهدوا أتاي لأول مرة، مؤكداً إصراره إجراء مقابلة معها، حيث أكدت أنها اعتادت على استخدام ذلك القرص على مدار 3 سنوات، وأن الأمر ليس مؤلماً على الإطلاق. وأضافت أتاي أنها ستحترم رغبة ابنتها إذا لم تقتنع أن تحذو حذو والدتها بوضع القرص الطيني لتكبير شفتيها.
ويعود تقليد وضع الأقراص إلى عام 1896 حيث يعد وسيلة لجذب الزوج بين قبائل سورما فى إثيوبيا.
كما تعكس شفاه المرأة الإثيوبية المكانة الاجتماعية والمالية للعائلة، كما أنها تلعب دوراً في تحديد مهر العروس، فكلما كانت كبيرة حصلت على مهر غال تتفاخر به بين قريناتها في القبيلة.
يذكر أن نساء سورما يجتهدن في تزيين قرص الشفاه برسومات وألوان معبرة، فيما تكتب بعض النساء أحرف اسمها على لوحة القرص. ومن خلال ألوان وأشكال القرص يتم التعرف إلى المرأة إن كانت متزوجة أم عزباء أم أرملة، فيما تسعى الحكومة الإثيوبية لاتخاذ إجراءات من شأنها منع استخدام تلك الأقراص.