دعا البنك الدولي، عبر تقرير جديد نشره على موقعه الالكتروني، الى إصلاح التعليم في العراق وتعزيز رأس المال البشري.
وجاء في تقرير البنك: ان مستويات التعلم في العراق من بين أدنى المستويات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المرجح أن تنخفض أكثر بسبب تأثير جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) على التعليم، بما في ذلك إغلاق المدارس لفترات طويلة. وهذه المستويات المنخفضة من التعلم تُعرِض مستقبل الأطفال العراقيين خاصة والبلد عامة إلى خطر مؤكد.
واشار التقرير الجديد، إلى أنه في حين أن هناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى للاستثمارات في التعليم لاستعادة التعلم المفقود وتحويل الأزمة الحالية إلى فرصة سانحة، يجب أن تكون هذه الاستثمارات مصحوبة بأجندة إصلاح شاملة بحيث تكون نواتج التعلم هي بؤرة تركيز المنظومة التعليمية برمتها كما يجب أن تؤدي إلى بناء نظامٍ تعليميٍ قادرٍ على الصمود والاستدامة لصالح جميع الأطفال العراقيين.
ويستند التقرير الجديد لمجموعة البنك الدولي الصادر تحت عنوان: “بناء مستقبل أفضل لضمان التعليم لجميع أطفال العراق: مذكرة إصلاح التربية”، إلى الأولويات الرئيسية في التعليم التي تم تحديدها مؤخراً في الورقة البيضاء للحكومة العراقية، وإلى تقرير مجموعة البنك الدولي الصادر تحت عنوان: “معالجة أزمة رأس المال البشري: مراجعة الإنفاق العام لقطاعات التنمية البشرية في العراق”، الذي يقدم توصيات إصلاح قابلة للتنفيذ لتعزيز التعلم والمهارات المطلوبة لسوق العمل.
يُعد رأس المال البشري ضرورياً لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل؛ ومع ذلك، ووفقاً لمؤشر رأس المال البشري لعام 2020 الصادر عن البنك الدولي، فإن الطفل المولود في العراق اليوم سيصل، في المتوسط، إلى 41% فقط من إنتاجيته المحتملة عندما يكبر.
وفي صميم أزمة رأس المال البشري في العراق توجد أزمة تعلم ذات آثار بعيدة المدى. ولهذا يُعزى الأداء الضعيف للعراق في مؤشر رأس المال البشري إلى حد كبير إلى مستويات التعلم المنخفضة. وقد أدت جائحة كورونا إلى إغلاق المدارس بشكل متقطع في جميع أنحاء العراق، مما أثر على أكثر من 11 مليون طالب عراقي منذ فبراير/شباط 2020. ويسلط هذا التقرير الضوء على أنه مع إغلاق المدارس لأكثر من 75% من الوقت ومع الفرص المحدودة وغير المتساوية للتعلم عن بعد، فإن الأطفال العراقيين يواجهون انخفاضاً آخر في سنوات الدراسة المعدلة بحسب المقدار الحقيقي من التعلم. وعلى هذا، فإن الطلاب العراقيين يواجهون فعلياً أكثر من “عام ضائع” من التعلم.
وتعليقاً على هذا، قال ساروج كومار جاه، المدير الإقليمي لدائرة المشرق بالبنك الدولي: “يمكن للعراق استغلال الدروس المستفادة من الأزمة الصحية الحالية وتحويل التعافي إلى فرصة، وبناء مستقبل أفضل لضمان توفير فرص التعلم لجميع الأطفال العراقيين، وخاصة الأطفال من الفئات الأشد فقراً والأكثر احتياجاً.
ومن ناحيته، فإن البنك الدولي على استعداد لدعم العراق في بناء نظام تعليمي أكثر إنصافاً وقدرة على الصمود في مرحلة ما بعد انحسار جائحة كورونا، بحيث يضمن توفير التعلم لجميع الأطفال وتحقيق المكاسب المنتظرة من أجل نمو أسرع وأكثر شمولاً”.
يطرح التقرير “بناء مستقبل أفضل لضمان التعليم لجميع أطفال العراق: مذكرة إصلاح التربية” للمناقشة توصيات الإصلاح على مستوى قطاع التعليم بأكمله، مع التركيز على الاستجابة الفورية للأزمات وكذلك الاحتياجات المتوسطة وطويلة الأجل عبر ستة مجالات إستراتيجية رئيسية كما يلي:
1. المشاركة في الاستجابة الطارئة للأزمات من خلال التخفيف من فقدان التعلم الفوري ومنع المزيد من حالات التسرب من التعليم.
2. تحسين المهارات الأساسية لوضع مسارٍ للتعلم من خلال تحسين التعلم والتركيز على توفيره لجميع أطفال العراق، فضلاً عن الارتقاء بمستوى المواد التعليمية وتعزيز الممارسات الإيجابية لعملية التدريس.
3. التركيز على الاستثمارات المطلوبة بشكل عاجل، مع ضمان الاستخدام الأفضل للموارد المتاحة.
4. تحسين نظم الحوكمة في قطاع التعليم وتعزيز عملية اتخاذ القرار المستند إلى الشواهد والأدلة.
5. وضع إستراتيجية خاصة بقطاع التعليم وتنفيذها بحيث يتم التركيز على التعلم و”بناء مستقبل أفضل”.
6. مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل من خلال البرامج والإصلاحات الموجهة.