طلبت منظمة الصحة العالمية 1.5 مليار دولار لدعم أنشطتها في العام 2025 في ظلّ "أزمات صحية عالمية غير مسبوقة".
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "هذه السنة، تسعى منظمة الصحة العالمية إلى حشد 1.5 مليار دولار لدعم عملها الحيوي في حالات الطوارئ التي نشهدها وللاستجابة للأزمات الجديدة على وجه السرعة". وأضاف: "من دون تمويل ملائم ومستدام، سيتعيّن علينا مواجهة المعضلة المستعصية القاضية بتحديد من سيتلقّى الرعاية ومن لن يتلقّاها".
ومن شأن هذا المبلغ أن يساعد على مواجهة "الأزمات الصحية العالمية غير المسبوقة" المرتبطة بالنزاعات والاختلال المناخي والأوبئة ونزوح السكان، وفق ما جاء في بيان للمنظمة.
وبحسب غيبرييسوس فإنّ حالات الطوارئ باتت تتكاثر و"لم تعد حالات معزولة أو عرضية" بل إنها بالعكس، فهي "لا تتوقّف وتتداخل وتشتدّ". وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية التي لها مكاتب في أكثر من 150 بلداً فإنّ 305 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية طارئة. لكن "في ظلّ هذه الحاجات المتزايدة، نواجه تحدّيا آخر مع هوّة تزداد عمقاً بين التمويل والمساعدة الإنسانية"، بحسب المدير العام للمنظمة.
وأوضح غيبرييسوس أنّ "منظمة الصحة العالمية لا يمكنها لوحدها مواجهة التحدّيات الهائلة. نحن بحاجة إلى وقوف الأسرة الدولية إلى جانبنا، وأنا اليوم هنا لأطلب منكم مواصلة دعمنا".
يأتي هذا النداء لحشد الموارد المالية قبل بضعة أيّام من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكان الملياردير الجمهوري باشر خلال ولايته الرئاسية الأولى إجراءات انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية التي تعدّ واشنطن أكبر الجهات المانحة فيها.
ويخشى محلّلون عديدون من أن يقدم الرئيس الأميركي المنتخب على سحب بلده من هذه الهيئة الأممية في ولايته الثانية.
في السياق نفسه، قالت المنظمة إن إعادة إعمار المستشفياتوالمنشآت الطبية في قطاع غزة ستتكلف عدة مليارات من الدولارات. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هناك حاجة إلى نحو 3 مليارات دولار لقطاع الصحة وحده خلال الأشهر الـ 18 المقبلة.
وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية المسؤول عن الأراضي الفلسطينية، إنه من المتوقع خلال إطار زمني يتراوح بين خمس إلى سبع سنوات، أن يصل الطلب إلى 10 مليارات دولار. وأضاف "لم أتفاجأ" بذلك، لأن "الاحتياجات ضخمة".
وكشف بيبركورن عن هذه الأرقام خلال مؤتمر صحفي عقدته منظمة الصحة العالمية. وأضاف بيبركورن ، الذي تواجد في كثير من الأحيان في الموقع منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إن "الدمار هائل للغاية، لم أر ذلك في أي مكان في حياتي". وقال إن كل المستشفيات والمنشآت الطبية تقريبا إما أنها دمرت أو تضررت.
من جهته، أكّد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال المؤتمر الصحافي نفسه أنّ "أقلّ من نصف مستشفيات غزة تعمل". وقال إنّ الاتفاق المُعلن عنه الأربعاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن "هو تقريبا أفضل خبر كنّا نأمله في بداية العام الجديد".
ومع اتفاق وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل ازداد الأمل في التوصل إلى سلام دائم. ويجري بسرعة تجميع تحليلات لحساب تكاليف التعمير في الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي ومنظمات أخرى.
وقال بيبركورن إن إعادة الإعمار هي مسؤولية مشتركة، مضيفاً أنه ينبغي تمويله من قبل أعضاء منظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء العالم، ومن بينها إسرائيل.
المصدر: Dw