حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" مرة أخرى من الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، خاصة بالنسبة للأطفال.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، الأربعاء (الثامن من يناير/كانون الثاني 2024)، في بيان وزع في كولن الألمانية ومدن أخرى، إن "وقف إطلاق النار طال انتظاره". وأضافت: "لقد قُتل بالفعل عدد كبير جدًا من الأطفال أو فقدوا أقاربهم. ويجب على أطراف النزاع والمجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لإنهاء العنف وتخفيف معاناة الناس. ويجب عليهم أيضًا أن يعملوا على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، وخاصة الطفلين الإسرائيليين، من سيطرة حماس". وقالت راسل: "تحتاج العائلات إلى وضع حد لهذه المعاناة التي لا يمكن تصورها".
وأدّت الأمطار الغزيرة والسيول إلى إغراق الملاجئ المؤقتة التي يقيم فيها مئات الآلاف من النازحين، مع بلوغ مستوى المياه 30 سم داخل الخيام، وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر. وحذر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، في بيان صحافي، من أنه "بدون الوصول الآمن، سيتجمد الأطفال حتى الموت. وبدون الوصول الآمن، سوف تتضور الأسر جوعا. وبدون الوصول الآمن، لا يستطيع عمال الإغاثة إنقاذ الأرواح". وأضاف "ندائي العاجل إلى جميع الأطراف هو إنهاء هذه المعاناة الإنسانية الآن".
ووفقا لتعداد قامت به الأمم المتحدة، قُتل 333 عاملاً في المجال الإنساني في قطاع غزة منذ بداية الحرب.
ونقلا عن الأمم المتحدة، بيّن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن ثمانية أطفال لقوا حتفهم بسبب البرد. وأوضح تشاباغين أن "تقارير الأمم المتحدة الأخيرة عن وفاة أطفال بسبب انخفاض حرارة الجسم في قطاع غزة تؤكد خطورة الأزمة الإنسانية". وأكد "أكرر دعوتي الملحة لمنح العاملين في المجال الإنساني إمكانية الوصول الآمن ودون عوائق حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة المنقذة للحياة".
ويعيش النازحون في خيام مؤقتة أقاموها كيفما اتفق، ويعانون من نقص الغذاء والماء والوقود والدواء، فيما تحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من المجاعة في القطاع الفقير المدمر والمكتظ بالسكان. واستنادا للصليب الأحمر الدولي، يعيش "الكثير من الناس" في قطاع غزة في مخيمات مؤقتة من دون أن تتوفر لديهم حتى الضروريات الأساسية، مثل الأغطية.
ويعمل الهلال الأحمر الفلسطيني على توفير الخدمات الصحية والمساعدات الطارئة للسكان، ولكن "عدم إمكانية الوصول يجعل من المستحيل فعليا تقديم الدعم المناسب"، كما يوضح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتشير هذه المنظمة، التي يقع مقرها الرئيسي في جنيف، إلى أن إغلاق إسرائيل للمعبر الحدودي الرئيسي في قطاع غزة، معبر رفح، في أوائل شهر ايار/مايو 2024، "كان له تأثير كبير على الوضع الإنساني" في قطاع غزة المحاصر في الأساس ولا تصله المساعدات حالياً سوى "بكميات ضئيلة".
من جهتها، احتجت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان، على القيود التي تفرضها إسرائيل في الضفة الغربية. وقالت المنظمة غير الحكومية التي اضطرت إلى تعليق أنشطتها في الأراضي الفلسطينية منذ عدة أشهر، إن الوصول إلى الرعاية الصحية "مهدد بشكل خطير والصحة العقلية والجسدية للسكان في خطر وتشهد تدهورا".
المصدر: Dw