قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال مقابلة أذاعها التلفزيون الرسمي الروسي الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2025)، إن موسكو رفضت بشكل قاطع تطلّع ألمانيا إلى الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.
وذكر الدبلوماسي الروسي أنه إذا تم إصلاح المجلس، فلن تصبح بعض الدول أعضاء دائمين مطلقا، حتى لو كانت تطمح إلى ذلك. وأضاف: "نحن نتحدث بشكل خاص عن ألمانيا واليابان".
وتستمر المناقشات حول إصلاح مجلس الأمن منذ سنوات داخل الأمم المتحدة. وتأمل الهند والدول الإفريقية في المقام الأول في الحصول على مقعد دائم في المجلس.
ومع ذلك، تسعى الحكومة الألمانية أيضا منذ فترة طويلة إلى تحقيق ذلك. وكانت روسيا تعتبر لفترة من الوقت مؤيدا محتملا لمثل هذا الإصلاح، لكن التوترات بين موسكو والغرب تصاعدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، في أعقاب غزو أوكرانيا بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يذكر أن ألمانيا انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 1973 ويعود سبب تأخر الانضمام لعوامل تاريخية. فمن المعلوم أن جمهورية ألمانيا الاتحادية تأسست في عام 1949 أي بعد أربع سنوات فقط من تأسيس الأمم المتحدة نفسها. بيد أنه في تلك الفترة كان هناك دولتان ألمانيتان: جمهورية ألمانيا الاتحادية في الغرب، وجمهورية ألمانيا الديمقراطية في الشرق.
وكانت جمهورية ألمانيا الاتحادية قد قدمت منذ فترة طويلة ما يسمى بالمطالبة بالتمثيل الوحيد. هذا يعني أنها وحدها يجب أن تكون وتعامل بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الألماني، لأنها وحدها تتمتع بالشرعية الديمقراطية، حسب تصريحاتها الرسمية.
القوى الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وفرنسا، التي كان لا يزال لها في ذلك الوقت تأثير داخل ألمانيا، دعمت انضمام الجمهورية الاتحادية إلى الأمم المتحدة وحدها، بيد أن الاتحاد السوفييتي آنذاك والذي كان يرى نفسه القوة الحامية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية رفض ذلك، وهو ما عرقل عملية دخول الأمم المتحدة.
وفي بداية السبعينيات، غيرت الحكومة الاتحادية بقيادة المستشار فيلي براندت مسارها وطبعت العلاقات مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وبالتالي مهد ذلك الطريق لقبول كلتا الدولتين الألمانيتين. في 18 أيلول/سبتمبر 1973، انضمت الدولتان إلى الأمم المتحدة.
ثم انتهت العضوية المزدوجة بعد إعادة توحيد ألمانيا في 1990. ومنذ ذلك الحين أصبحت ألمانيا الموحدة عضواً في الأمم المتحدة.
المصدر: Dw