متابعة – الرشيد
أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن انفتاح روسيا على بحث عالمي موسع مع البلدان الشريكة والمنظمات الدولية لأطر النظام الدولي الجديد، "المتمخّض عن تحول لا رجعة فيه".
وقال في كلمته خلال منتدى "العلاقة بين الأزمنة والحضارات" المنعقد في عشق آباد عاصمة تركمانستان: "روسيا متمسكة ببحث دولي موسع لمعايير التعاون في العالم المتبلور متعدد الأقطاب، ومنفتحة على مناقشة قضايا بناء نظام عالمي جديد مع جميع الأصدقاء والشركاء ومن يشاطروننا التفكير، في إطار رابطة الدول المستقلة، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وغيرهما من محافل دولية".
وأضاف بوتين أنه بهذه الروح تستعد روسيا لاستضافة قمة "بريكس" المزمعة في قازان من الـ22 وحتى الـ24 من أكتوبر الجاري.
وكرّس بوتين حيزا واسعا من كلمته لشخص المفكر والشاعر التركماني مخدوم قلي فراغي، وقال فيه: "إنسان عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومؤسس للشعر والأدب التركماني".
وأضاف: أعماله تتوسط التراث العالمي للأدب، ورسائل المقاتلين التركمان خلال الحرب العالمية الثانية كانت مفعمة بأبيات من شعره، وبينها: "جميع قبائلنا من جميع الأركان تسير تحت ظل رايات الحق".
وأضاف بوتين، أن مغتيمغولي فراغي دعا بإبداعاته الأدبية إلى النقاء والعدالة والمساواة في العلاقات بين البشر والأمم وإرساء المثل العليا للصداقة وحسن الجوار تاركا هذه الأفكار إلى الأجيال اللاحقة.
وشدد بوتين على أن كل هذا لا يزال قريبا ومفهوما للعقلاء في يومنا هذا ويحمل أهمية خاصة ومطلوب في الوضع الراهن الصعب، حيث يواجه العالم تهديدات غير مسبوقة تولدها الصدوع الحضارية والصراعات العرقية والدينة، فيما تدخل العلاقات الدولية عصر التغيير الجذري، ويتشكل نظام عالمي جديد يعكس تنوع العالم".
وأكد أن هذا التحول لا رجعة فيه، حيث تبرز مراكز نمو اقتصادي ونفوذ مالي وسياسي جديدة في الجنوب العالمي، تسعى إلى الحفاظ على السيادة والهوية الاجتماعية والثقافية وتعزيزها، وتبحث عن سبل للتنمية المتجانسة وفقا لتقاليدها وعلى أساس مصالحها الوطنية.
وقال: "الأغلبية الدولية التي تشكل روسيا جزءا منها تؤيد توزيعا أكثر إنصافا للخيرات، ومؤمنة بأن السلام العالمي والتنمية الشاملة لا يمكن ضمانهما إلا من بمراعاة آراء كل شعب واحترام حق كل دولة، ومسارها ونظرتها للعالم وتقاليدها وقيمها الدينية".
ووصل الرئيس بوتين إلى عشق آباد لحضور منتدى "العلاقة بين الأزمنة والحضارات" المنعقد بمناسبة الذكرى الـ300 لميلاد المفكر التركماني مخدوم قلي فراغي.
ويشارك في المنتدى قادة 11 دولة، ورؤساء منظمات دولية بينها "شنغهاي للتعاون"، و"رابطة الدول المستقلة"، و"التعاون الإسلامي".