توجه الباكستانيون إلى مكاتب الاقتراع، اليوم الخميس، للتصويت في انتخابات عامة، غداة انفجارين إرهابيين، وعلى خلفية انقسامات سياسية حادّة.
وقال مسؤولون محليون، أمس الأربعاء، إن الانفجارين وقعا بالقرب من مكتبي مرشحين بالانتخابات في إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، ما أسفر عن مقتل 28 شخصاً وإصابة العشرات، وأثار مخاوف حيال أمن الانتخابات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور.
وإلى جانب المخاوف الأمنية، تتصدّر قضية إدانة وسجن رئيس الوزراء السابق عمران خان اهتمامات الناخبين، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ومن سجنه، وجّه خان رسالة لأنصاره، الأربعاء، دعاهم من خلالها إلى الانتظار خارج مراكز الاقتراع بعد التصويت.
ومع سجن عمران خان ورفض مفوضية أوراق العشرات من مرشحي حزبه، أصبح المجال مفتوحاً أمام "حزب الرابطة الإسلامية" بزعامة شريف للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان وقيادة البلاد للمرة الرابعة.
وقبيل الانتخابات، استهدفت حملة قمع حزب رئيس الوزراء السابق المسجون، خان، الفائز بانتخابات 2018 والذي أطيح من السلطة في تصويت على الثقة في البرلمان بعد 4 سنوات على انتخابه.
وفي 31 يناير الماضي، ذكرت صحيفة "دون" أن رئيس وزراء باكستان السابق خان وزوجته بشرى بيبي صدر عليهما حكم بالسجن 14 عاما في قضية تتعلق ببيع هدايا الدولة.
وكان خان متّهما مع زوجته بيبي، التي تزوجها عام 2018 قبل بضعة أشهر من توليه منصب رئيس الوزراء، بتلقي هدايا صرح عنها بقيمة مخفضة حين كان في السلطة، وباعها لاحقا بأسعار مرتفعة.
وقبل الحكم المذكور بـ 24 ساعة، أصدرت محكمة باكستانية حكما بالسجن 10 أعوام على كل من خان، ووزير الخارجية السابق شاه محمود قرشي في قضية أخرى.
وفي وقت لاحق، صدر حكم ثالث بسجن خان وزوجته 7 سنوات.
ودانت المحكمة خان وقرشي بمزاعم تسريب أسرار الدولة، متهمة رئيس الحكومة السابق بمشاركة محتويات برقية سرية، أرسلها سفير باكستان لدى واشنطن إلى حكومة إسلام آباد.
وجرت المحاكمتان في السجن الذي يحتجز فيه عمران خان منذ توقيفه في أغسطس.
وكان خان يسعى للترشح للانتخابات، بعد إطلاق المحكمة سراحه خلال الأشهر الماضية، لكن القضاء رفض ترشيحه ومعظم أنصاره للانتخابات التشريعية المقررة في فبراير.
وقال خان إن الجيش متواطئ منذ سنوات مع الأسر التي حكمت باكستان منذ سنوات لسحق حركته الشعبية ومنعه من الترشّح للانتخابات ممثلا عن حزب "حركة إنصاف" الذي أسسه.
وعلى الجانب الآخر، في 21 أكتوبر الماضي، قال الحزب الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الباكستاني السابق، شريف، إنه وصل إلى البلاد بعد 4 سنوات قضاها في المنفى الاختياري في لندن من أجل بدء الحملة الانتخابية للحزب قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات العامة.
ولم تطأ قدم شريف (73 عاما) باكستان منذ مغادرته إلى لندن عام 2019 لتلقي العلاج بينما كان يقضي حكما بالسجن لمدة 14 عاما بتهمة الفساد.