أفاد طبيب من مستشفى الشفاء بغزة، اليوم الأحد، بأنه تم إجلاء جميع الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء وعددهم 31 من قبل منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة.
وكان قد كشف فريق أممي معني بتقييم الشؤون الإنسانية، بقيادة منظمة الصحة العالمية تفاصيل زيارته أمس لمستشفى الشفاء شمال غزة في إطار تقييم الوضع على أرض الواقع.
وقد أجري تنسيق البعثة مع الجيش الإسرائيلي لضمان المرور الآمن على طول المسار المتفق عليه. غير أن هذه العملية كانت شديدة الخطورة في منطقة نزاع نشطة.
وبسبب القيود الزمنية المرتبطة بالوضع الأمني، لم يتمكن الفريق إلا من قضاء ساعة واحدة فقط داخل المستشفى، ووصف المستشفى بأنه "منطقة موت" والوضع بأنه "يائس".
وكانت آثار القصف وإطلاق النار واضحة. وشاهد الفريق مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصا قد دفنوا هناك.
وقد أدى نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء والمساعدات الأساسية الأخرى على مدار الأسابيع الستة الماضية إلى توقف مستشفى الشفاء عن العمل بوصفه مرفقا طبيا، علما بأنه كان فيما مضى أكبر مستشفى في غزة وأكثر المستشفيات تقدما وتجهيزا.
ولاحظ الفريق أنه نظرا للوضع الأمني، فقد استحال على الموظفين تولي إدارة النفايات بشكل فعّال في المستشفى.
وكانت الممرات وأرضيات المستشفى مليئة بالنفايات الطبية والصلبة، مما زاد من خطر الإصابة بالعدوى.
وكان المرضى والعاملون الصحيون الذين تحدثوا مع الفريق خائفين جدا على سلامتهم وصحتهم، وطلبوا الإجلاء من المستشفى.
ولم يعد بإمكان مستشفى الشفاء استقبال المرضى، ويجري الآن توجيه المصابين والمرضى إلى المستشفى الإندونيسي الذي يواجه ضغطا شديدا ويكاد لا يعمل.
وبالنظر إلى الحالة الراهنة للمستشفى الذي توقف عن العمل ولم يعد يتلقى مرضى جدد، فقد طُلب من الفريق إجلاء العاملين الصحيين والمرضى إلى مرافق أخرى.
وتعكف المنظمة وشركاؤها على وضع خطط للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وأسرهم على وجه السرعة.
وعلى مدار 24-72 ساعة القادمة، وفي انتظار ضمانات المرور الآمن من أطراف النزاع، يجري الترتيب لبعثات إضافية لنقل المرضى على وجه السرعة من مستشفى الشفاء إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي في جنوب غزة. ومع ذلك، تعمل هذه المستشفيات بالفعل بأكثر من طاقتها، وستزيد الإحالات الجديدة من مستشفى الشفاء من إرهاق الموظفين والموارد الصحية المثقلة بالأعباء.
وبقي في مستشفى الشفاء 25 عاملا صحيا و291 مريضا، وتُوفي عدد من المرضى خلال اليومين إلى الثلاثة أيام الماضية بسبب توقف الخدمات الطبية.
وكان من بين المرضى 32 طفلا في حالة حرجة للغاية، بالإضافة إلى شخصين في العناية المركزة بدون تهوية، و22 مريضا يخضعون للغسيل الكلوي تعرّضت فرص حصولهم على العلاج المنقذ للحياة للخطر الشديد.
والغالبية العظمى من المرضى ضحايا يعانون إصابات شديدة جرّاء الحرب، فكثير منهم مصابون بكسور معقدة وبتر أعضاء، وإصابات في الرأس، وحروق، وإصابات في الصدر والبطن، و29 مريضا مصابين بإصابات خطيرة في العمود الفقري لا يستطيعون الحركة دون مساعدة طبية.
ويعاني العديد من مرضى الرضوح من جروح شديدة العدوى بسبب غياب تدابير مكافحة العدوى في المستشفى وعدم توافر المضادات الحيوية.
ويساور المنظمة قلق بالغ إزاء سلامة المرضى والعاملين الصحيين والنازحين داخليا واحتياجاتهم الصحية، حيث يتواجدون في المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل جزئيا في الشمال، والتي تواجه خطر الإغلاق بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية والأغذية والأعمال العدائية المكثفة. ولا بد من بذل جهود فورية لاستعادة قدرة مستشفى الشفاء وجميع المستشفيات الأخرى على أداء وظائفها من أجل تقديم الخدمات الصحية التي تمس الحاجة إليها في غزة.
وتجدد منظمة الصحة العالمية نداءها لبذل جهود جماعية لوضع حد للأعمال العدائية والكوارث الإنسانية في غزة. وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المحتاجين، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ووقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية وغيرها من البنى الأساسية الحيوية. إن المعاناة الشديدة التي يعيشها شعب غزة تتطلب منا أن نتصدى لها بشكل فوري وملموس بإنسانية ورحمة.
وضم الفريق خبراء في مجال الصحة العامة، وموظفي شؤون لوجستية، وموظفي أمن من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام/مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ومنظمة الصحة العالمية.