أعلنت حكومة جنوب أفريقيا، اليوم الاثنين، سحب جميع دبلوماسييها من إسرائيل، وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وأكدت الوزيرة في رئاسة جنوب أفريقيا، خومبودزو نتشافيني، هذه الخطوة الدبلوماسية، خلال مؤتمر صحفي، وفقا لإذاعة "جاكاراندا" الجنوب أفريقية.
وأشارت نتشافيني إلى أن حكومة جنوب أفريقيا قررت سحب جميع سفرائها من إسرائيل للتشاور.
وقالت: "يشعر مجلس الوزراء بخيبة أمل إزاء رفض الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة دون عقاب، ولا تزال الممرات الإنسانية مغلقة بسبب الهجمات المستمرة على قطاع غزة من قبل الحكومة الإسرائيلية، مما يرفع عدد القتلى إلى أكثر من 9500".
وتابعت: "كما أشرنا سابقا، لا يمكن التسامح مع الإبادة الجماعية تحت مراقبة المجتمع الدولي، إن حدوث محرقة أخرى في تاريخ البشرية هو أمر غير مقبول".
وأضافت: "قررت حكومة جنوب أفريقيا سحب جميع سفرائها في تل أبيب للتشاور".
وأكدت الوزيرة خومبودزو نتشافيني، أن الحكومة كانت قلقة أيضا بشأن سلوك سفير إٍسرائيل لدى جنوب أفريقيا، إلياف بيلوتسيركوفسكي، وأصدرت تعليماتها منذ ذلك الحين إلى وزارة العلاقات الدولية والتعاون باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأوضحت: "لاحظ مجلس الوزراء أيضا استمرار التصريحات المهينة للسفير الإسرائيلي لدى جنوب أفريقيا، بشأن أولئك الذين يعارضون الفظائع والإبادة الجماعية، التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من إدانة سفراء إسرائيل السابقين لدى جنوب أفريقيا، الذين كانوا واضحين أن تصرف الحكومة الإسرائيلية هو تكرار للفصل العنصري ولا يختلف عن فعل الفصل العنصري".
وتابعت نتشافيني أن "منصب السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا أصبح بعيد المنال للغاية، وأصدرت تعليمات إلى قسم العلاقات الدولية والتعاون في البلاد، لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القنوات والبروتوكولات الدبلوماسية، للتعامل مع سلوك السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا، وهذه إشارة جدية من حكومتنا".
يشار إلى أن دولة تشاد أعلنت، أمس الأحد، استدعاء القائم بأعمال سفيرها في تل أبيب للتشاور، بسبب الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، معربة عن إدانتها لقتل المدنيين الأبرياء.
ويوم السبت الماضي، استدعت حكومتا تركيا وهندوراس سفيريهما في إسرائيل للتشاور.
والخميس الماضي، أكدت البحرين مغادرة السفير الإسرائيلي للمملكة، واستدعاء السفير البحريني من تل أبيب، بالإضافة إلى وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.
كما استدعت كولومبيا، الأربعاء الماضي، سفيرها في تل أبيب، وسبقتها في خطوة مماثلة دولة تشيلي، فيما قطعت بوليفيا جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، متهمة الأخيرة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة.
ومر شهر منذ بدأت عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد عن 200.
ومنذ ذلك الحين تشن إسرائيل حربا شعواء غير متكافئة تقصف فيها برا وبحرا وجوا كل قطاع غزة، حيث قصفت المدارس والمستشفيات والمساجد، مستخدمة مئات الآلاف من الأطنان من القنابل الكبيرة والأسلحة الفتاكة.
القصف الإسرائيلي جعل الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالفزع حيال الهجوم الذي استهدف سيارات إسعاف خارج مستشفى الشفاء في قطاع غزة أمس.
وأسفر القصف عن سقوط نحو 10 آلاف شهيد وأكثر من 23 ألف إصابة، فيما أدت المواجهات في الضفة الغربية إلى استشهاد أكثر من 144 فلسطيني وإصابة نحو 2200 آخرين.