رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يشارك في ندوة حوارية أقامتها مؤسّستا المونيتور وسيمافور الأمريكيتان على هامش زيارته إلى نيويورك:
••••••••••
شارك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في ندوة حوارية أقامتها مؤسّستا المونيتور وسيمافور الأمريكيتان، وحضرها عدد من وسائل الإعلام ومجموعة الباحثين، تناولت مختلف القضايا السياسية والاقتصادية ذات الشأن العراقي.
وشكر السوداني القائمين على المؤسستين، مستعرضاً سياسة الحكومة ونهجها نحو عدد من الملفات الحيوية، في مقدمتها الاستثمار الأمثل في الطاقة، وكذلك أولوياتها في مجال الإصلاح والخدمات ومحاربة الفقر والفساد ومعالجة البطالة.
وفي ما يأتي أبرز ما تحدث به رئيس مجلس الوزراء في الندوة الحوارية:
القوى السياسية في إقليم كردستان العراق جزء أساس من ائتلاف إدارة الدولة الذي شكل الحكومة.
هناك اتفاق سياسي لمبادئ عامة صوت عليها مجلس النواب وتبنته الحكومة التي تنفذ هذه الالتزامات.
تمويل الإقليم من الموازنة يرتبط بمشاكل مالية سابقة تواجه الإقليم، ظهرت بشكل واضح بعد إيقاف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، وبسبب محددات وصعوبات في قانون الموازنة لسنة 2023.
الحكومة الاتحادية تعاملت بموقف مسؤول، فالإقليم جزء لا يتجزأ من العراق ومسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية تجاه مواطنيه هي المسؤولية ذاتها مع المواطنين في محافظات الجنوب أو الوسط.
أوجدنا الحلّ وأعلنّا عنه بعد زيارة وفد إقليم كردستان العراق، وقد جاء الحلّ من بغداد وليس من الخارج.
بوجود التفاهم والحوار والإقرار بهذه الالتزامات والمحددات القانونية سنجد حلولاً لكلّ المشاكل.
أطلقنا التمويل الذي سيستمر لنهاية هذا العام وستُجرى التسويات المالية قبل نهاية السنة.
الحوارات ماضية بشأن الاستحقاقات الأخرى ومنها مناقشة مشروع قانون النفط والغاز.
لا توجد أزمة سياسية وإنما هناك مشكلات مالية وقانونية تم حلها في الإجراء الأخير لمجلس الوزراء.
في كل لقاء مع مسؤول أمريكي نؤكد أهمية تواجد الشركات الأمريكية في مختلف القطاعات، خصوصا في ملف الطاقة التي ترتبط بمشاكل أخرى مثل تحديد الغاز ومستحقات الغاز الإيراني وغيرها.
هناك فرصة موجودة لحل مشكلة تمثل أزمة في علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع إيران، خصوصاً ما يتعلق بمستحقات الغاز الإيراني الأخير.
هذه الحكومة تستند إلى لعمل المؤسّساتي وإلى اقتصاد متنوع وإلى مكافحة حقيقية للفساد، كما تستند إلى إنفاذ القانون واستقلال القضاء، ولكل مفردة منها هناك منجز عملي للحكومة خلال الأشهر الماضية.
آن الأوان لدخول الشركات الأمريكية للسوق العراقية، خصوصاً سوق الطاقة.
العراق بلد مهم ومحوري في سوق الطاقة العالمي، وقريباً سيكون بلداً في سوق الغاز من خلال استثمارات الغاز الطبيعي والمصاحب.
نحرق يوميا 1300 مليون قدم مكعب من الغاز، ونستورد من إيران ألف مليون قدم متر مكعب، المحروق يكلفنا 4-5 مليارات دولار، والمستورد يكلفنا بحدود 4 مليارات دولار.
الغاز الطبيعي والمصاحب لم يُستثمر حتى من قبل حكومات ما قبل 2003.
أنجزت الحكومة مشاريع مهمة في قطاع الغاز، ستمكننا من تصدير الغاز مستقبلاً.
أنجزنا اتفاقية توتال واتفاقية الجولة الخامسة مع شركات إماراتية وصينية ولدينا جهد وطني، فضلاً عن الجولة السادسة المعروضة حالياً أمام الشركات العالمية.
نخطط لأن يكون العراق دولة مصدرة للغاز، في ظل حجم الاحتياطيات الهائلة للغاز الطبيعي التي لم تُستثمر في تاريخ العراق.
نحن بلد ينتج يوميا 4,652,000 برميل يوميا، وتصوروا كمية الغاز المصاحبة لهذا الإنتاج، التي تشكل ثروات مهدورة، وضعت الحكومة الأسس الصحيحة لاستثمارها.
أعدت الحكومة رؤية مستقبلية مرتبطة بمشروع طريق التنمية الستراتيجي، الذي سيكون ممراً مصاحباً للطريق وسكة الحديد، وهناك خط لنقل النفط والغاز إلى تركيا وأوروبا.
توقف التصدير عبر ميناء جيهان التركي بعد قرار محكمة التحكيم الدولية التي أصدرت حكماً لصالح العراق.
أوضح الجانب التركي وجود مشاكل فنية، وانتظرنا تأكيدهم عن حجم المشاكل الفنية في الأنبوب.
ننتظر إشعاراً من الجانب التركي لاستئناف التصدير، لأنّ إيقافه مخالف لأصل الاتفاقية بين العراق وتركيا عام 1973.
العراق يفقد يومياً نحو 470 ألف برميل بسبب توقف التصدير من الخط التركي، وهو رقم يؤثر في حجم إيرادات الموازنة.
نواجه إشكالية في العلاقة ما بين العراق وإيران وأمريكا، وكأننا البلد الوحيد بين البلدين، وهناك من يفترض أنه حتى تكون صديقاً لأمريكا عليك الحديث بسوء عن إيران، والعكس صحيح.
هناك دول عربية ترتبط بعلاقات مميزة وستراتيجية مع البلدين، فلماذا لا يكون للعراق هذا التوازن في العلاقة؟
إيران دولة جارة نرتبط معها بحدود تتجاوز 2200 كم، وبيننا وبينهم مشتركات.
قبل أسابيع احتضن العراق أكثر من 3 ملايين زائر إيراني خلال الزيارة الأربعينية، استقبلهم العراقيون في منازلهم، وهذا مشترك ديني لا يمكن تجاهله.
إيران تدعم العملية السياسية منذ 2003 وتدعم جهود مكافحة الإرهاب، وأمريكا شريك ستراتيجي وشاركت في جهود الحرب ضد داعش، وعلى هذا الأساس نبني سياساتنا وعلاقاتنا.
المصالح المشتركة للعراق هي البوصلة التي نتحرك بها، ولا ننصاع لرغبات الآخرين، وما يخدم مصلحتنا الوطنية نعتبره المسار الأمثل لسياستنا الخارجية.
لعب العراق دوراً في تقريب وجهات النظر بين دول متقاطعة، ما انعكس بشكل واضح في استقرار المنطقة.
لا نريد للعراق أن يكون ساحة لتصفية الصراعات، فهذا لن يخدم العراق ودول المنطقة.
حساسية منطقتنا تحتاج هذه السياسة المتوازنة المستقلة التي تمثل الدور المرسوم للدبلوماسية العراقية.
تضحيات العراق هي من أجل نظام سياسي قائم على مبادئ حقوق الإنسان والاستثمار الأمثل لموارده، التي لم تُستثمر لغاية اليوم.
العراق من البلدان الشابة، وشبابنا وطنيون مضحون، تقدموا الصفوف خلال معركة داعش، وفي الدراسة والإبداع، ما يحمّلنا مسؤولية كبيرة في رسم مستقبلهم.
•••••
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء
22- أيلول- 2023