رأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، أن مصير مئات الآلاف في البلاد لايزال مجهولاً، مشيرة الى ان ذوي عدد لا يحصى من العائلات في العراق يبحث عن أقربائهم المفقودين وينتظرون الحصول على إجابات بالرغم من مضي سنوات عديدة وفي بعض الأحيان عقود.
وذكرت اللجنة في بيان تلقته الرشيد، أنه"لا تزال العائلات في العراق تبحث عن إجابات بالرغم من مضي سنوات وعقود على اختفاء أحبائها، وبينما نحتفي باليوم العالمي للمفقودين، تحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف المعنية على تعزيز جهودها الرامية للتخفيف من معاناة العائلات لأن الوقت لا يشفي الجروح ويمكن للإجابات فقط أن تساهم في مواساة العائلات".
وأضافت، أنه"في الوقت الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي للمفقودين، لا يزال عدد لا يحصى من العائلات في العراق يبحث عن أقربائهم المفقودين وينتظر الحصول على إجابات بالرغم من مضي سنوات عديدة وفي بعض الأحيان عقود، إذ إن هذه العائلات لا تعلم فيما اذا كان أحباؤها المفقودين لا يزالون على قيد الحياة أم في عداد الموتى. وهي لا ترى نهاية لمعاناتها ولذلك فهي تمر بقدرٍ كبير من المعاناة على المستويين العاطفي والنفسي. وتُضاف إلى هذه المعاناة التحديات التي غالبًا ما تواجهها العائلات بسبب المصاعب المادية والاجتماعية. ولدى هذه العائلات الحق في معرفة ما الذي حصل لأحبائها وهو حقٌ منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني".
وبينت، أنه"في العراق، خَلَفت عقود من النزاعات المسلحة وفترات العنف المتتابعة أحد أكبر أعداد المفقودين في العالم. إذ لا يزال مصير مئات الآلاف من الأشخاص مجهولًا وهنالك الكثير من العائلات التي تواصل البحث عنهم ويعيش الكثير منها في حيرة بسبب حالة عدم اليقين التي تحيط بمصير أقاربها المفقودين".
كل عائلة تضم مفقوداً لديها قصة تخبرنا بها، مازن، وهو فتى يبلغ من العمر 16 عاماً من الأقلية الايزيدية في سنجار، يستذكر بألم قائلًا، "كانت عائلتي سابقًا تتألف من ثمانية أخوة وأخت واحدة. وفي عام 2015، إختفى أربعة من إخوتي ووالديّ وإبن أخي. ولا أزال أفتقدهم كل يوم. لغاية الآن، أبكي عندما أرى أطفالًا آخرين يقضون أوقاتًا جيدةً بصحبة والديهم".
سنواتٌ مَضَت، والألم يلازم عائلات المفقودين ولكنها تظهر قدرًا عاليًا من التكيف مع هذا الوضع، آسيا، والتي تبلغ من العمر 47 عامًا من ناحية الصقلاوية، تمثل ذلك الأمل الذي لا ينتهي في عام 2016، اختفى أربعة من أخوتها وهذا ما ترك فراغًا كبيرًا في حياتها وعلى كل حال، وجدت آسيا عزاءها، كما هو الحال مع نساءٍ آخريات عانين من خسارةٍ مماثلة، في برنامج المرافقة الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي يساعد العائلات على التكيف مع المصاعب العاطفية والاجتماعية ذات الصلة باختفاء أقربائها.
تحملت آسيا تدريجيًا دور المعيل لعائلتها. واستطاعت لوحدها من تربية بقية أخوتها وأبناء أخوتها المفقودين، وبذلك باتت مثالًا للقوة والإلهام في مجتمعها.
يقول جان جيروم كازابيانكا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، "إننا لا نحمل سوى الاحترام والتقدير للصلابة التي أظهرتها هذه العائلات ونحن ندرك حاجتها الماسة للحصول على إجابات. في النصف الأول من عام 2023، قدمت العائلات 994 طلبًا للبحث عن أقربائها المفقودين. وقد جرى إيضاح مصير ومكان تواجد 171 شخصًا إلى جانب لم شمل 5 أشخاص مع عائلاتهم في خارج العراق. لدينا حاليًا 28,892 ملف فقدان لم يتم حسمه في العراق ومستمرون في دعم السلطات للمساعدة في انهاء معاناة العائلات على النحو الذي تستحقه".
منذ عام 1991، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الطليعة في مساعدة الأشخاص المفقودين وعائلاتهم في العراق من خلال أنشطتها والدعم المقدم الى الأطراف المعنية في مختلف المجالات وبما يساعد العائلات في عمليات البحث التي تجريها. تتبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر نهجًا متعدد الإختصاصات في تلبية احتياجات العائلات والذي يتضمن أوجه الدعم النفسي والنفسي-الاجتماعي والمادي والإداري. كما تتعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر كذلك مع السلطات العراقية في تعزيز الدور الذي تلعبه الجهات التحقيقية ودائرة الطب العدلي، وبما يسهل تحديد هوية الأشخاص المتوفين وإسترداد رفاتهم بينما يتم تحسين قدرات ادارة البيانات من أجل التعامل بشكل فاعل مع هذه القضية الملحة، بحسب البيان.