أوضح وزير الموارد المائية عون ذياب، اليوم الخميس، أهمية منتدى العراق الذي افتتح تحت شعار "المياه والبيئة في العراق حان وقت العمل وتجنب الكارثة"، وفيما كشف عن إجراءات جديدة لمواجهة شح المياه، أكد حاجة العراق إلى موقف دولي للحصول على حصصنا المائية من تركيا وإيران.
وقال ذياب في مقابلة تابعتها الرشيد، إن "منتدى العراق الذي افتتح تحت شعار "المياه والبيئة في العراق حان وقت العمل وتجنب الكارثة"، مهم لتسليط الضوء على مشكلة التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاعات واضحة جداً أبرزها قطاع المياه وهو في الدرجة الأولى، إذ ينعكس على الأمن الغذائي"، لافتاً إلى أن "هنالك منظمات عالمية كانت مشتركة في هذا المنتدى، وصوت العراق بدأ يزداد ويرتفع إلى الجهات الداعمة الدولية لدعم موقف العراق وحل مشاكله".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى موقف دولي لإسناد العراق باتجاه تحقيق حصوله على حصصه العادلة والمنصفة من دول الجوار المشاركة معنا في الأنهر المشتركة في دجلة والفرات وروافدهما، ونسعى إلى إيصال الرسائل للمجتمع الدولي، إضافة إلى الداخل لاحترام نعمة المياه وتغيير ثقافتنا من ثقافة وفرة المياه إلى ثقافة ندرتها، وهذه المسؤولية لا تقع على قطاعات أو وزارة فقط بل على المجتمع بالكامل والحكومات والمنظمات".
وتابع: "نحن أمام موقف فيه تحد صعب خاصة نحن في فصل الصيف الحار والجاف، مع عدم وجود مصادر خزين لسدودنا وخزاناتنا بشكل كاف بسبب الكميات التي تطلقها تركيا من الأنهر وإيران بالنسبة للروافد، مع التأكيد أن تركيا هي المؤثر الرئيس".
وشدد على "ضرورة مواجهة هذا التحدي بشجاعة، وبدأت الوزارة بأعمال كبيرة لمواجهة الموضوع، وأهمها بدأنا بإجراءات لمنع التجاوزات وإزالتها بشكل رئيس، وكان أحد قرارات الاجتماع الوزاري إزالة بحيرات الأسماك غير المجازة لانها تستهلك كميات كبيرة من المياه خصوصا في موسم الصيف".
وأشار إلى أن "البحيرات ليست فقط لحاجة الأسماك، إضافة إلى التبخر الهائل وتشكيلها لأهوار واسعة ومسطحات مائية واسعة، إذ سيتم إيقافها جميعها حتى البحيرات المجازة، وطالبنا بعدم زراعة الاصبعيات فيها خلال هذا الموسم، لمواجهة احتياجات كافة المستهلكين وخاصة احتياجات مياه الشرب والاحتياجات البشرية، مع العمل على تأمين مياه سقي البساتين والخضر، وهذا يعد تحدياً كبيراً ازاء الخزين المتاح لدينا والذي يجب أن نستخدمه بشكل عقلاني لعبور هذه الفترة الصعبة".
وأكمل حديثه: "تحدثنا خلال المنتدى الحالي عن جودة المياه، وهناك توجه لدى الحكومة الحالية لتخصيص مبالغ كبيرة للحكومات المحلية في المحافظات ووزارة الإعمار والإسكان والبلديات لمعالجة مياه الصرف الصحي عبر مشاريع مكلفة وتأخذ وقتاً، لكن لدينا إجراءات حالية وجهنا بها ومنها تحويل المجاري قدر المستطاع وعدم سكبها بالأنهر وتحويلها إلى المبازل كمعالجة لهذه السنة لأن رمي هذه الكميات بالمياه بطريقة غير صحية وتدفقها إلى الأنهر سيزيد من نسب التلوث".
وأردف بالقول: "طلبنا تحويل هذه الكميات باتجاه المصب العام ولدينا محاولات نعمل عليها في جميع المحافظات القريبة منها المصب العام سواء كان في بغداد أو واسط وذي قار وباقي المحافظات كمبزل الفرات الشرقي وأي مبازل رئيسة تخدمنا، على ان لايكون التلوث منصباً على النهر الرئيس"، مضيفاً: "فضلاً عن ذلك عملنا منذ فترة بشكل عملي وعلمي في طريقة معالجة مياه الصرف الصحي في مناطق الأهوار، وباشرنا بتنفيذ أحد المواقع التي تسكب فيه مياه المجاري في منطقة الجبايش باستعمال طريقة (الفاتو تكنولوجي) وهي تنقية المياه بالنباتات، وحصرها بأحواض كبيرة ومنع انتشارها مباشرة إلى الهور وسيرها مع الحوض".
واستدرك قائلاً: "كان لدي لقاء مع منظمة أكساد المختصة بمكافحة التصحر في المناطق القاحلة، ولديها تجارب في هذا المجال، طرحت عليهم هذا الموضوع ولديهم إمكانية المشاركة فيه، وحالياً تشارك معنا منظمات دولية مثل اليو أن دي بي وبعض المنظمات الأوروبية المعنية بمثل هذه الأعمال"، مشيراً إلى أن "العمل يكون بجانب هذا الموقع وتسمى (الحديقة البيئية) وتتم فيها زراعة بعض الأشجار الملائمة لبيئة المنطقة في منطقة الچبايش ومنطقة الهور، ولا يحتاج ذلك إلى مبالغ زهيدة إذا ما قورنت بأعمال تنقية المياه".
وأكد أن "هذه الأعمال والمشاريع إذا تمت ونجحت سيتم تحقيق إضافة لملف تنقية مياه المجاري وتحقيق مواقع للترويح السياحي، لاسيما مع ملاحظة رغبة السياح بزيارة الأهوار في موسمي الشتاء والربيع، كون موسم الصيف يكون من الصعب تواجدهم لأن الجو حار جداً ولا توجد وسائل للراحة"، مضيفاً: "قمنا بإنشاء بعض الأماكن البسيطة مثل دار استراحة وموقع من الممكن أن يلجأ إليه البعض من الناحية العملية، وهذا العمل يكون جديداً وله تأثير إيجابي، وحالياً بدأنا في موقع الچبايش كموقع أول في قضاء الجبايش، وموقع في قضاء الوفود وأيضاً هناك موقع مهم في قضاء سوق الشيوخ".
واستطرد: "سنعمل على معالجة ذلك بشكل فني بالتعاون مع بعض الجهات المهتمة بهذا الجانب، ولدينا استعداد للمساهمة بإمكانية وجهد بسيط وكلف مالية قليلة لمعالجة هذه المشكلة، وهذا يعتبر عملاً متميزاً إذا حقق نجاحات".
ولفت إلى "حملة من أجل بغداد أجمل، التي وجه بها رئيس الوزراء، والتي تتبناها أمانة بغداد"، مؤكداً "وجود إجراءات جيدة خاصة في كورنيشات أبو نواس والعطيفة والعظمية، مع ضرورة أن تكون ضفة نهر دجلة في وضع مناسب يتناسب مع هذا التطوير".
وتابع: "منذ ستينات القرن الماضي كنا نسمع بمشاريع محددة للاستصلاح ومشاريع اروائية وزراعية واعدة مثل مشروعي شرق الغراف وغرب الغراف ومشروع أواسط دجلة ومشروع ري العمارة ومشروع الديوانية شافعية ومشروع شنافية ناصرية، ولكن لم ينفذ أي مشروع في الواقع، فيما يتم حالياً التوجه إلى هذه المشاريع بوجود جدية مع مراعاة حاجتها إلى الوقت الكافي".
ونوه بأن "هناك بعض التفاهمات مع الدول المجاورة، والوفد التركي مهامه تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعت سنة 2021، وهذي المذكرة فيها مساهمة من الجانب التركي في تطوير المشاريع الاروائية في العراق وعلى وجه التحديد مشروع ري العمارة، أما مع الجانب الإيراني أثرت مواضيع أخرى مهمة مثل مشروع أواسط دجلة".
وكشف الوزير، عن "حمله كبيرة ستنطلق في الأيام المقبلة، بقيادته والفريق العامل والمديرين العامين لمواجهة الواقع الصعب، بوجود إسناد عال جداً من قيادة العمليات المشتركة بتوجيه من رئيس الوزراء، في كافة المواقف، مع ضرورة وجود إسناد من قبل الحكومات المحلية والجهات الأمنية لمنع التجاوزات بأي شكل من الأشكال".
وأكمل: "سنلغي البحيرات غير النظامية ونطلب من المزارعين ومربي الأسماك التحول من التربية بالطريقة العادية البدائية إلى طريقة التربية بالأحواض المغلقة وهذه تحل المشكله لأن لا تحتاج كميات مياه كبيرة، وأيضا الدولة ستدعم هذا الجانب".