دخلت كلمة بيليه رسمياً، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، إلى النسخة البرتغالية من قاموس “ميشايلس”، وذلك تكريماً لأسطورة كرة القدم اللاعب البرازيلي الراحل بيليه، وأصبحت الكلمة الآن تستخدم لوصف “الشخص الخارج عن المألوف”.
كانت مؤسسة بيليه “وسبورت تي في”، قد أطلقت في وقت سابقٍ هذا الشهر، حملة “بيليه في القاموس” لتكريم وتخليد إرث اللاعب في مجالات أخرى إلى جانب الرياضة، وبعد الوصول إلى أكثر من 100 ألف توقيع، أصبح اسم اللاعب السابق الذي توفي في ديسمبر/كانون الأول 2022، مدرجاً الآن في القاموس.
جاء في القاموس الذي تم الكشف عنه في حدث القمة الرياضي، في باكايمبو اليوم الأربعاء، أن “بيليه هي صفة تخص أي شيء أو أي شخص خارج عن المألوف، والذي هو بحد ذاته أو بحكم صفاته أو قيمه أو تفوّقه لا يمكن أن يساوي أي شيء أو أي شخص آخر، تماماً مثل بيليه”.
أضاف القاموس أن “إديسون أرانتس دو ناسيمنتو (بيليه) (1940-2022)، يُعتبر أعظم رياضي على مر العصور، وهو شخص استثنائي، لا يضاهى، وفريد من نوعه. أمثلة: إنه بيليه في كرة السلة، وهي بيليه في التنس، وهي بيليه في الدراما البرازيلية، إنه بيليه في الطب”.
تم تقديم لوحة تتضمن الكلمة الجديدة لعائلة بيليه وأدرجها قاموس “ميشايلس” بالفعل في نسخته الرقمية، وسيتم أيضاً تضمين التعريف في النسخة المطبوعة التالية.
من جانبه، قال جو فراجا، المدير التنفيذي لمؤسسة بيليه، إن “حملة بيليه في القاموس واحدة من أكثر الحملات أصالةً التي شاركنا فيها على الإطلاق (…) يعد اسمه في القاموس جزءاً مهماً جداً من إرثه الذي سيخلد بيليه إلى الأبد”.
وُلد بيليه يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 1940 في مدينة ميناس غيرايس بالبرازيل، لأب مارس كرة القدم ويُدعى جواو راموس، وعاش بيليه حياة بائسة، لدرجة أن عائلته لم تكن قادرة على شراء كرة قدم له، وبسبب ذلك صنع كرة من الجوارب، وقام بركلها، قبل أن يبدأ مسيرته مع اللعبة الشعبية الأولى مع فريق باورو الرياضي.
لفت بيليه الأنظار إلى مهاراته، وأوصاه اللاعب السابق لمنتخب البرازيل ديمار دي بريتو بخوض تجارب أداء مع فريق سانتوس، الذي ضمّه إليه في يونيو/حزيران 1956.
عام واحد فقط احتاجه بيليه ليكون محط أنظار وأحاديث البرازيليين، حيث أنهى موسمه الأول مع سانتوس متصدراً لقائمة الهدافين، وهو الأمر الذي فتح له الطريق للانضمام إلى المنتخب البرازيلي وهو بعمر 17 عاماً فقط.
كان بيليه ضمن قائمة “راقصي السامبا” المشاركة في نهائيات كأس العالم 1958 بالسويد، ولم يشارك في أول مباراتين ضد النمسا وإنجلترا، ثم بدأ في الظهور من المباراة الثالثة أمام الاتحاد السوفييتي.
يومها انفجر بيليه وقدم أوراق اعتماده رسمياً، بتسجيله هدفاً، ثم واصل هز شباك المنافسين في الأدوار الإقصائية، وفعل ذلك مرة أمام ويلز، وثلاثاً أمام فرنسا في نصف النهائي، ومرتين بشباك السويد في النهائي، ليرفع بيليه باكورة ألقابه في كأس العالم.
يحتكر بيليه عدداً من الأرقام المسجلة باسمه في كأس العالم، إذ إنه اللاعب الوحيد المتوج بالبطولة 3 مرات، وأصغر لاعب يسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في كأس العالم بعمر 17 عاماً، وأصغر لاعب يسجل في النهائي.
في المجمل، ظهر بيليه في منافسات كأس العالم في 14 مباراة، سجَّل خلالها 12 هدفاً، إضافة إلى 8 تمريرات حاسمة، ليعلن اعتزاله الدولي في عام 1971.
وخلال مسيرته مع منتخب البرازيل، لعب بيليه 92 مباراة، سجل خلالها 77 هدفاً، وضعته في صدارة هدافي “السامبا” التاريخيين، حتى عادله مواطنه نيمار في ديسمبر/كانون الأول 2022.
لم يبتعد بيليه عن كرة القدم بعد اعتزاله، وتولى عدة مناصب، منها وزير الرياضة في بلاده، كما تولى منصب سفير اليونيسف للنوايا الحسنة، كما شارك في العديد من حملات التوعية، الخاصة بالحد من الفقر ومكافحة الفساد وحماية البيئة.