قال الجيش السوداني، السبت، إنه وافق على المساعدة في إجلاء رعايا أجانب بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع وضربات جوية في أنحاء من الخرطوم، رغم تعهدات طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار لمدة 3 أيام.
أسفر القتال الذي اندلع في مطلع الأسبوع الماضي بين قوات الجيش، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم "حميدتي" عن مقتل مئات الأشخاص.
سكان في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم، قالوا إن "القتال اشتد قبل ظهر السبت بعد هدوء نسبي، إذ وقعت ضربات جوية بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية، ومعارك بالأسلحة النارية في عدة مناطق".
وبث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات، أظهر تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم، ودوي إطلاق نار ومدفعية.
ووردت تقارير عن وقوع أسوأ أعمال عنف خارج العاصمة الخرطوم في دارفور، وهي منطقة صحراوية في غرب البلاد على الحدود مع تشاد.
وقال الجيش وقوات الدعم السريع، إنهما سيلتزمان بوقف لإطلاق النار لمدة 3 أيام اعتبارا من الجمعة، بمناسبة عيد الفطر، لكن تم خرقها.
ولم تبرز أية مؤشرات حتى الآن على أن أيا من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع، أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار، بحسب محللين.
ويملك الجيش قوات جوية، لكن تنتشر قوات الدعم السريع بشكل كبير في المناطق الحضرية، بما في ذلك المناطق المحيطة بالمنشآت الرئيسية في وسط الخرطوم.
مع ذلك، قال البرهان في تصريحات إعلامية، السبت، إنه "يجب أن نجلس جميعا كسودانيين ونجد المخرج الملائم، حتى نعيد الأمل ونعيد الحياة".
منظمة الصحة العالمية قالت، الجمعة، إن 413 شخصا قُتلوا، وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال. وتشمل حصيلة القتلى 5 على الأقل من عمال الإغاثة، في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.
جاء في إفادة للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية، السبت، أن "لصوصا استولوا على ما لا يقل عن 10 مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، و6 شاحنات طعام أخرى، بعد اقتحام مكاتب ومخازن تابعة للمنظمة في نيالا بجنوب دارفور".
اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، قالت في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن "ما يربو على ثلثي المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة"، مضيفة أن 32 مستشفى تأثرت، سواء بالعرض للقصف أو للإخلاء القسري.
اللجنة ذكرت أن المستشفيات التي ما زالت تعمل مهددة بالإغلاق أيضا بسبب نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والمياه والتيار الكهربائي، مضيفة أن بعض هذه المستشفيات لا تقدم سوى خدمات الإسعافات الأولية.
وتتصاعد المخاوف أيضا بشأن مصير نزلاء سجن الهدى، وهو أكبر سجن في السودان، ويقع في أم درمان المجاورة للخرطوم.
واتهم الجيش قوات الدعم السريع أمس الجمعة باقتحام السجن، لكن الأخيرة نفت ذلك.
محامو أحد نزلاء السجن قالوا في بيان، إن "جماعة مسلحة أخلت السجن قسرا"، لافتة إلى أن مكان السجناء "غير معروف"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
واستغاث أشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، طلبا للمساعدة الطبية والنقل للمستشفيات والأدوية الموصوفة طبيا.
من شأن أي هدوء للقتال، السبت، أن يسرع وتيرة تكالب سكان الخرطوم اليائسين على الفرار إلى خارج العاصمة، بعدما قضوا أياما في منازلهم أو أحيائهم تحت تهديد القصف وتحركات المقاتلين في الشوارع.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، إن البرهان وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين عمليات إجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية لمختلف الدول.
وقال الجيش في بيان، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسيين ورعايا آخرين من الخرطوم، مضيفا أنه "يتوقع الشروع في ذلك فورا".
وقال البرهان إن الجيش "وفر ممرات آمنة"، لكن الوضع ما يزال إشكاليا في بعض المطارات، من بينها مطار الخرطوم ومطار نيالا، أكبر مدن إقليم دارفور.
جاء ذلك بعد إعلان حميدتي استعداد قوات الدعم السريع فتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة جزئيا، لتمكين "الدول الشقيقة والصديقة التي تود إجلاء رعاياها من مغادرة البلاد بسلام".
وقال حميدتي على فيسبوك في وقت مبكر، السبت، إنه تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقالت قوات الدعم السريع، إنها مستعدة لفتح المطارات أمام حركة الملاحة جزئيا للسماح بعمليات الإجلاء، لكن مطار الخرطوم الدولي شهد مواجهات بين الطرفين، ولم يتضح وضع المطارات الأخرى أو سيطرة قوات الدعم السريع عليها.