أظهرت دراسة جديدة أن الطفل الذي يولد في المناطق الغنية تضاف 12 عاماً، في المتوسط، إلى حياته، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
فقد رصدت الدراسة أن متوسط أعمار من وُلد في بلدة هامبستيد- شمال لندن- من أغلى المناطق في لندن، بلغ 88 عاماً، بينما بلغ متوسط أعمار من وُلدوا في غلاسكو ذات الكثافة السكانية العالية 76 عاماً.
حللت المنظمة صاحبة الدراسة Health Equals بيانات مكتب الإحصاء الوطني لتحديد متوسط أعمار الأطفال المولودين هذا العام، في جميع الدوائر الانتخابية البرلمانية الـ650.
وكشف تحليل هذه البيانات عن فروقات “صادمة”، فقد لفت خبراء إلى أن الظروف السكنية السيئة وتردي مستوى التعليم والفقر “يُنقِص من أعمار الملايين أكثر من عشر سنوات”، ويضر بنمو الأطفال.
كما كشف تقرير الدراسة أن 15 منطقة من الـ20 منطقة التي تضم أعلى متوسط أعمار، موجودة في لندن والجنوب الشرقي، وأن 17 منطقة من الـ20 منطقة التي تضم أدنى متوسط أعمار موجودة في اسكتلندا، واحتلت دوائر غلاسكو السبع أسوأ سبع مناطق في تراجع متوسط الأعمار.
وكشفت الدراسة أن أغلب المناطق التي تضم أدنى متوسط أعمار في إنجلترا هي مناطق فقيرة في الشمال، وكان أدنى متوسط أعمار في إنجلترا، عند 78 عاماً، في منطقة بلاكبول الجنوبية، تليها برادفورد ويست عند 79 عاماً.
يمكن تدارك هذه الفجوات
ووجد التقرير أن هذه الفوارق “يمكن منعها تماماً”، وهي تتفاقم باستمرار، وهذا يزيد الضغوط على دائرة الصحة الوطنية، ويعيق النمو الاقتصادي، لأنه يتسبب في حرمان الناس من العمل.
ويطالب تحالف Health Equals، الذي يضم 29 منظمة يقودها مركز أبحاث “مؤسسة الصحة”، الحكومة بتبني استراتيجيات جديدة للقضاء على انعدام المساواة الصحية.
وقال التحالف إن المكان الذي يولد فيه الأطفال وينشأون يُسهم في صحتهم المستقبلية أكثر من “السلوكيات الفردية والجينات”، أو الاستفادة من خدمات دائرة الصحة الوطنية والرعاية الاجتماعية.
كما طالب التحالف بأن تحظى “اللبنات الأساسية للصحة”- مثل المساحات الخضراء في الأحياء وخطوط النقل والسكن اللائق- بالأولوية في كافة الهيئات الحكومية. وتدعم هذه الحملة مجموعة من المنظمات والشركات، مثل الصليب الأحمر البريطاني، ورابطة الحكومة المحلية، واتحاد الصناعة البريطانية.
من جانبها قالت كاري هيوم، رئيسة منظمة Health Equals: “أعضاء تحالفنا لهم خلفيات متنوعة، ولكنهم يحملون رسالة واحدة: هذه الهوة الكبيرة في متوسط الأعمار في المملكة المتحدة يمكن سدها تماماً، ولكن لا يُولى اهتمام كاف للطريقة التي تتشكل بها صحتنا من تفاعلاتنا مع العالم من حولنا، ونطالب الساسة بالتحرك وبذل مزيد من الجهود لنفهم ما يشكل صحتنا، ونضع استراتيجيات تحسن فرصنا في التمتع بصحة جيدة”.
متوسط الأعمار توقف عن التقدم لأول مرة منذ 100 عام
أما جون جودفري، المدير في شركة “ليغال آند جنرال” للخدمات المالية فقال: “متوسط الأعمار توقف عن التقدم لأول مرة منذ 100 عام، وتراجع في بعض مناطق المملكة المتحدة. والمملكة المتحدة تعد واحدة من أغنى دول العالم، ومع ذلك يقضي الناس جزءاً كبيراً من حياتهم في حالة صحية سيئة. وهذا يضر بالمجتمع واقتصادنا، ويقصر الأعمار دونما ضرورة على مستوى المملكة المتحدة”.
وقالت إيمي ديكس، مديرة “جمعية الأطفال”: “هذه الفروقات الصارخة في متوسط الأعمار صادمة، جميعنا نريد لأطفالنا أن يكبروا بصحة سليمة وسعادة، وأن تبدأ اللبنات الأساسية للصحة السليمة بالسكن اللائق والتعليم والأمن. حان الوقت لأن يتحرك الساسة على مستوى البلاد، حتى يصبح هذا حقيقة واقعة لجميع أطفالنا”.
وتسلط الحملة الضوء على الأضرار طويلة المدى التي يسببها عدم توفر السكن اللائق، والتي تطال الأطفال في المناطق الفقيرة، إذ إن مشكلات مثل الرطوبة والبرودة تزيد من خطر إصابتهم بأمراض الرئة، في حين أن التكدس يحد من مساحات الدراسة واللعب للأطفال.
وفرص العمل من العوامل المهمة أيضاً في زيادة متوسط الأعمار، إذ يزداد متوسط أعمار الذكور بمقدار خمس سنوات مقابل كل 10 نقاط مئوية زائدة في معدل التوظيف في منطقة ما.