خلصت دراسة إلى أن الزواج والتعاهد بين الشركاء على الصحبة في “السراء والضراء” يساعد الرجال حقاً على العيش مدة أطول، بحسب ما قالت صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 24 فبراير/شباط 2023.
وتوصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة كولورادو الأمريكية، وعُرضت في “مؤتمر الكلية الأمريكية لأمراض القلب”، إلى أن احتمال الوفاة بقصور القلب بين من ظلوا عزاباً طوال حياتهم يبلغ ضعف نظيره لدى الرجال المتزوجين. وأرجعت الدراسة بعض أسباب ذلك إلى افتقار العزَّاب إلى من يرعاهم ويهتم بصحتهم.
شملت الدراسة بيانات من 6800 بالغ أمريكي، وقاست معدلات البقاء على قيد الحياة بين المصابين بقصور القلب إلى الحالة الاجتماعية لهم. وتبيَّن أن الرجال الذين لم يتزوجوا قط كانوا أكثر عرضة للوفاة في غضون 5 سنوات بعد تشخيص الإصابة بنحو 2.2 مرة من المتزوجين.
وقد بيَّنت الدراسة أن الأثر الوقائي للزواج يبقى قائماً حتى لو صار الرجل أرمل أو مطلقاً أو منفصلاً، أما العزَّاب فقد كانوا أقرب إلى الوفاة من المتزوجين ومن سبق لهم الارتباط.
من جانب آخر، لم يظهر للباحثين الرابط نفسه في النساء، ولم يجدوا صلة بين الحالة الاجتماعية وخطر الوفاة بقصور القلب لديهن. ويرى الخبراء أن النساء أقدر على الاعتناء بأنفسهن من الرجال، الذين غالباً ما يعتمدون على زوجاتهم في التذكير باتباع العادات الصحية وتناول الأدوية.
وحثَّ مؤلفو الدراسة، من جامعة كولورادو الأمريكية، الأطباءَ على مراعاة الحالة الاجتماعية دائماً عند علاج المرضى بقصور القلب.
يُشار إلى أن قصور القلب حالة مرضية تحدث عندما يعجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم في الجسم، ويتفاقم المرض إذا كان القلب ضعيفاً أو كان المريض يعاني تصلب الشرايين وغير ذلك من أمراض القلب.
عوامل مهمة لقصور القلب
من جانبها، قالت الدكتورة كاتارينا ليبا، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن “العزوبية مدى الحياة مؤشر مهم لقياس احتمال الوفاة بقصور القلب عند الرجال وليس النساء. ويتعيَّن على الأطباء ألا يكتفوا بالتفكير في عوامل المضاعفات الطبية لدى المرضى، بل أسلوب حياتهم أيضاً… ومن الضروري تحديد أفضل السبل لرعاية كبار السن خلال الشيخوخة”.
من جانب آخر، قال البروفيسور نيليش ساماني، المدير الطبي في مؤسسة أمراض القلب البريطانية، إن “قصور القلب مرض مدمر يصيب ما يقرب من مليون شخص في بريطانيا وحدها كل عام. ونحن في حاجة إلى تعزيز فهمنا لأسباب التفاقم في الحالة المرضية لدى بعض الناس عن غيرهم. وتشير هذه الدراسة إلى أن الرجال العزَّاب المصابين بقصور القلب أكثر عرضة للوفاة بهذا المرض. ومع ذلك، يتعين علينا إجراء المزيد من الدراسات قبل الحكم على هذه الدراسة بالصحة”.
وأرجعت الدراسة تأثير الزواج في حالة قصور القلب إلى عاملين رئيسيين: الأول، هو الآلية البيولوجية، والمقصود بها أن مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول) أكثر ميلاً إلى الارتفاع لدى الأشخاص العزاب. وتؤدي الزيادة المزمنة في هرمون الكورتيزول إلى تعطيل أجهزة المناعة، وزيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من احتمال التعرض للأزمات القلبية.
أما العامل الثاني، فهو أن المتزوجين غالباً ما يتبعون أنماط حياة صحية مقارنةً بالعزاب، ويحث الأزواج بعضهم بعضاً على زيارة الطبيب قبل فوات الأوان. وتزيد احتمالات الخروج للتنزه وطهي الطعام معاً بين الأزواج على نظيرتها في العزاب، الذين غالباً ما يضطرون إلى تناول الوجبات الجاهزة وحدهم. كذلك فإن الرفقة اليومية بين الأزواج تزيد من محفزات اليقظة الذهنية مع تقدم العمر، ومن ثم تقلل من خطر الإصابة بالخرف.