اكتشف علماء الآثار في الصّين بقايا ما قد يكون أقدم مرحاض معروف في العالم، بأنبوب تدفق منحني.
واكتشف فريق البحث قطعًا مكسورة من مرحاض عمره 2،400 عام، بالإضافة إلى أنبوب منحني الصّيف الماضي بين أنقاض قصر قديم في موقع يويانغ الأثري في مدينة شيان وسط الصين، وفقًا لوسائل الإعلام الحكوميّة الصينيّة.
ونُشِرت تفاصيل هذا الاكتشاف الأسبوع الماضي، ما أثار اهتمامًا واسع النّطاق بالصّين لتقديمه لمحة نادرة للعالم المتقدّم للنّخبة الحاكمة القديمة من أصحاب الامتيازات في البلاد.
ووصف الباحثون الاكتشاف بـ”قطعة مترفة”، ويُعتقد أنّ المرحاض تواجد داخل القصر مع أنبوب يؤدّي إلى حفرة في الخارج، بحسب ما ورد في صحيفة “China Daily” الحكوميّة.
وقال الباحث في معهد علم الآثار في الأكاديميّة الصينيّة للعلوم الاجتماعيّة، والذي كان جزءًا من فريق التّنقيب، ليو روي، لوسائل الإعلام الحكوميّة إنّه ربما كان المرحاض مخصّصًا لمسؤولين رفيعي المستوى خلال حقبة الممالك المتحاربة (من 445 إلى 221 قبل الميلاد)، وأسرة هان التي تبعت تلك الفترة (من 206 قبل الميلاد إلى 220 بعد الميلاد).
وأضاف أنّه من المحتمل أن يكون الخدم قد سكبوا الماء في المرحاض بعد كل استخدام.
وأكّد ليو أنّ “المرحاض الدافق دليل ملموس على الأهميّة التي أولاها الصينيّون القدماء للنّظافة”، مشيرًا إلى وجود سجلات قليلة جدًا عن المراحيض الداخليّة في العصور القديمة.
ولا يزال الوصول إلى المراحيض الدّافقة النّظيفة يمثّل مشكلة في أجزاء من الصين اليوم.
وفي وقتٍ مبكّر من فترة توليه الحكم، وعد الزّعيم الصّيني، شي جين بينغ، بـ “إحداث ثورة” في دورات المياه في البلاد، وذلك كجزء من الجهود المبذولة لتحسين النّظافة في المناطق الريفيّة.
وأفاد شي في مقال نُشِر في صحيفة “People’s Daily” المملوكة للدولة في عام 2018: “مشكلة المراحيض ليست شيئًا صغيرًا، وهي جانب مهم من بناء مدن وأرياف متحضّرة”.
كما أنّه أضاف: “يجب وضع هذا العمل في المقدّمة باعتباره مهمة محدّدة لإنعاش الأرياف، ويجب تقديم جهود كبيرة لمثل هذه النّواقص التي تؤثّر على نوعيّة حياة الأشخاص”.
وقبل الاكتشاف الذي أُعلِن عنه حديثًا، نُسِب الفضل في اختراع أول مرحاض دافق إلى رجل البلاط الإنجليزي، جون هارينجتون، ويُفترض أنّه ركّب مرحاضًا للملكة إليزابيث في القرن الـ16.
ولكن تم العثور على أنظمة صرف صحي يبلغ عمرها 4 آلاف عام، والتي ربما كانت متصلة بمراحيض، في شمال غرب الهند.
واكتُشفت أنقاض يويانغ، وهي العاصمة السّابقة لدولة تشين التي تحوّلت لاحقًا إلى أوّل عاصمة لأسرة هان، في الثمانينيّات.
وفي البيان الذي أعلن عن الاكتشافات، أفاد معهد علم الآثار في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أنّ الاكتشاف الأخير هو جزء من جهد أوسع لفهم السلالات الصينيّة القديمة، وكيفيّة عيش الأشخاص، وبناء مدنهم.
ويُحلّل علماء الآثار الآن عيّنات التّربة التي تم جمعها من المرحاض على أمل معرفة ما تناوله الأشخاص في تلك الفترة، بحسب صحيفة “China Daily”.