شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيئول، مساء أمس السبت، مأساة أليمة، حيث لقي151 شخصا على الأقل، بينهم 19 أجنبيا، مصرعهم، وأصيب عشرات آخرون في حادث تدافع إثر الاحتفال بالهالويين.
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، عن أسفه “لمأساة وكارثة ما كان يجب أن تحدث”، واعدا بأن حكومته ستجري تحقيقا “صارما” لتحديد أسباب المأساة، التي تعتبر من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبية.
وتوجه يون سوك يول إلى مكان المأساة صباح اليوم الأحد مرتديا زي الإسعاف الأخضر، وقال في خطاب متلفز وجهه إلى الأمة: “قلبي مثقل ويصعب علي احتواء حزني”، معلنا الحداد الوطني في البلاد.
ووفقا للسلطات في سيئول، تم الإبلاغ عن فقدان 355 شخصا في وقت باكر صباح الأحد.
وأظهرت صور من الموقع، عشرات الجثث منتشرة على الرصيف مغطاة بملاءات، وعناصر إنقاذ يرتدون سترات برتقاليّة يحملون جثثا أخرى على نقالات إلى سيارات الإسعاف.
ووصف الطبيب، لي بيوم ساك، الذي قدم إسعافات أولية للضحايا، مشاهد المأساة والفوضى، حيث أوضح في مقابلة مع محطة محلية قائلا: “عندما حاولت إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمرة الأولى، كانت هناك ضحيتان ملقيتان على الرصيف، لكن العدد تزايد بعد فترة وجيزة ليفوق عدد المستجيبين (الصحيين) الأوائل في مكان الحادث..جاء العديد من المارة لمساعدتنا في الإنعاش القلبي الرئوي..يصعب وصف الأمر بالكلمات..كانت وجوه الكثير من الضحايا شاحبة، ولم أتمكن من رصد نبضاتهم أو أنفاسهم، وعندما حاولت الإنعاش القلبي الرئوي، خرج دم أيضا من أفواههم”.
هذا ووقع التدافع قرب فندق هاميلتون في منطقة إتايوان النابضة بالحياة وسط العاصمة، ويُعتقد أنّ عددا كبيرا من الأشخاص دخلوا إلى زقاق ضيق بجوار الفندق، وفق وكالة “يونهاب”.
وأشار المسؤول في الدفاع المدني، تشوي سونغ، إلى أن التدافع وقع قرابة الساعة العاشرة ليلا (23:00 بتوقيت غرينيتش)، وقد لقي كثير من الضحايا مصرعهم دهسا.
واحتفالات عيد الهالوين هذا العام هي الأولى في كوريا الجنوبية منذ جائحة كورونا، حيث أجبر الكوريون الجنوبيون على وضع كمامات خلال حضور فعاليّاتها في الهواء الطلق.
من جهته، أرسل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعازيه إلى سيئول، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة إلى جانب كوريا الجنوبية بعد التدافع المميت.
وقال بايدن في بيان: “نشعر بالحزن مع شعب جمهورية كوريا، ونقدّم أصدق تمنياتنا بالشفاء العاجل لجميع المصابين”، مضيفا أن الولايات المتحدة “تقف إلى جانب جمهورية كوريا في هذه المأساة”.
كما عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده “الصادق”، لافتا إلى أن “فرنسا تقف إلى جانبكم”.
وكتب المستشار الألماني، أولاف شولتس، من جهته في “تويتر”: “إنه يوم حزين لكوريا الجنوبية”.