حذرت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، اليوم الثلاثاء، من جر البلاد إلى صراع ممتد ومهلك.
وقالت بلاسخارت في احاطتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي وتابعتها الرشيد،
إنه”خلال الأشهر الاثني عشر الماضية كان للشقاق ولعبة النفوذ السياسي الأولوية على حساب الشعور بالواجب المشترك وقد تركت الأطراف الفاعلة على امتداد الطيف السياسي البلد في مأزق طويل الأمد. وكان العراقيون رهينة لوضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن احتماله، ليتحول إلى اشتباكات مسلحة”.
واضافت، أنه”لا يوجد أي مبرر للعنف. وبوجود مخاطر ما تزال واقعية للغاية لوقوع مزيد من الفتنة وسفك الدماء، لا يسعنا إلّا أن نكرر أهمية إبعاد أي احتجاج عن العنف. يتعين على كافة الأطراف التصرف بمسؤولية في أوقات تصاعد التوتر ولكي يؤتي الحوار أُكله، من المهم جداً أن تشارك فيها الأطراف كافة. هناك حلول. ولكن فقط لو كان هناك استعداد للوصول الى تسويات. ففي نهاية المطاف، يعود الأمر كله إلى الإرادة السياسية. يتوجب على كافة القادة تحمل المسؤولية”.
وأشارت الى”خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء. لقد فقد العديد من العراقيين الثقة في قدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لصالح البلد وشعبه. ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق”.
وبينت، أن”النظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق تتجاهل احتياجات الشعب العراقي. ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق. ولا يمكن لأي زعيم أن يدّعي أنه محمي منه. وإبقاء المنظومة “كما هي” سوف يرتد بنتائج سلبية”.
وتابعت: “ننتظر من الأطراف العراقية تلبية وعودها و تشكيل حكومة فاعلة تعد الخطوة الأولى للخروج من الأزمة الحالية”.
وأشارت إلى، أن”إقامة انتخابات جديدة في العراق يجب أن تسبقها ضمانات لدعمها من المجتمع الدولي”، مؤكدة أن”بلاسخارت: قوات الأمن العراقية أثبتت ضبط النفس في تظاهرات ذكرى تشرين وتم تسجيل أكثر من 130 جريحاً في صفوف المدنيين وقوات الأمن في تظاهرات ذكرى تشرين”.
واستطردت: “الطبقة السياسية بالعراق غير قادرة على حسم الأزمة والخلافات السياسية في العراق أثرت على المواطنين لأنه لا يمكن التكهن بنهايتها “، لافتة إلى أن”تسليم العراق ممتلكات الكويت المفقودة خطوة إيجابية”.
ولفتت الى، ان”التداعيات السياسية التي تنجم عن عدم إجراء انتخابات برلمانية لإقليم كردستان في وقتها المناسب، وعدم التعامل مع توقعات الجمهور بشكل صحيح، وإهمال المبادئ الديمقراطية الأساسية، ستكون باهظة الثمن. وإن كان ذلك سيحدث، فلن يكون بسبب عدم التحذير منه”.
وأوضحت، أنه”في شهر أيار الماضي حذرت من أن القصف التركي والإيراني في الشمال يمضي لأن يصبح “الوضع الطبيعي الجديد” في العراق. وفي ظلّ الهجمات الإيرانية التي وقعت الأسبوع الماضي لايسعني إلا أن أكرر ما قلته يجب أن تتوقف هذه الأفعال الطائشة ولا ينبغي لأي جار أن يتعامل مع العراق وكأنه باحته الخلفية”.
وأكدت، أن”الانفاق الحكومي في العراق سيتوقف نهاية العام حال عدم إقرار الموازنة”.
وأضافت، أن”كل مبادرات الإصلاح ومحاربة الفساد في العراق فشلت”.