لأول مرة، قام علماء بزراعة نباتات في تربة من سطح القمر جمعها رواد فضاء رحلة أبولو التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
فقد عبّر العلماء عن ذهولهم من النتائج التي نشرت في مجلة Communications Biology أمس الخميس، حيث لم يكن لديهم أي فكرة عما إذا كان أي شيء سينبت في تراب القمر القاسي.
نبات بذور الرشاد
وأوضح روبرت فيرل من معهد علوم الأغذية والزراعة بجامعة فلوريدا، أنه قام وزملاؤه بزرع حب الرشاد في تربة القمر التي أعادها نيل أرمسترونغ من أبولو 11 وبالإضافة إلى باز ألدرين وغيرهما من السائرين على سطح القمر منذ سنوات، حيث نبتت البذور.
في المقابل، أشار الباحثون إلى أن الجانب السلبي الوحيد لهذه الدراسة حصل بعد الأسبوع الأول، حيث أدت الخشونة والخصائص الأخرى للتربة القمرية إلى الضغط على الحشائش الصغيرة المزهرة لدرجة أنها نمت بشكل أبطأ من تلك المزروعة في تراب من الأرض.
وأضافوا أن معظم نباتات القمر انتهى بها المطاف بالتقزم، لافتين إلى أن النباتات كانت سيئة في التربة التي تعرضت أكثر للإشعاع الكوني والرياح الشمسية على القمر، بحسب ما نقلت صحيفة “ذا غارديان”.
خطوة حقيقة
بدوره، قال سيمون جيلروي، عالم أحياء نباتات الفضاء في جامعة ويسكونسن ماديسون، والذي لم يكن له دور في الدراسة، إن “هذه خطوة كبيرة للأمام لمعرفة أنه يمكنك زراعة النباتات”. وتابع “الخطوة الحقيقية التالية هي الذهاب والقيام بذلك على سطح القمر”.
يشار إلى أن تراب القمر مليء بشظايا زجاجية صغيرة من اصطدامات النيازك الدقيقة التي وصلت إلى كل مكان في مركبات هبوط أبولو القمرية وارتدت بدلات فضاء المشاة على سطح القمر.
وأوضح العلماء أن أحد الحلول لإيجاد تربة قابلة للزراعة هو استخدام بقع جيولوجية أقل عمراً على القمر، مثل تدفقات الحمم البركانية.
كذلك، أشاروا إلى إمكانية تعديل البيئة الزراعية، وتغيير مزيج العناصر الغذائية أو ضبط الإضاءة الاصطناعية.
يذكر أن وكالة ناسا وزعت أخيراً 12 غراماً من تراب القمر لباحثي جامعة فلوريدا في وقت مبكر من العام الماضي، وتمت عملية الزراعة التي طال انتظارها في مايو الماضي في أحد المختبرات.