أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، ان الشعب العراقي قلق من نتائج الانسداد السياسي، فيما شدد على ضرورة الاعتراف في الأزمة السياسية.
وادناه اهم ما جاء في كلمة الكاظمي خلال حضوره الاحتفالية التي أقامتها منظمة بدر بمناسبة الذكرى 41 على تأسيسها:
🔵 أقف بينكم اليوم في هذه المناسبة مستحضراً كل القيم التي حفل بها تأريخ الحركة النضالية والجهادية في العراق، وأستذكر بكثير من الاعتزاز تضحيات المجاهدين في منظمة بدر، وفي هذا الشهر، شهر رمضان المبارك أزعم أن القيم الروحية الأصيلة والمبادئ الوطنية هي التي رفضت الظلم والاستبداد، وهي التي حددت مسارات مقارعة نظام القهر والتعدي والوقوف بوجه انحرافاته.
🔵 العراقي رافض للظلم بطبيعته، وهذا الرفض التأريخي أطّر سلوكه وحدّد الكثير من سماته وخصوصياته. العراقي تتدفق في شرايينه كل ينابيع التأريخ الإنساني وعلى أرض العراق العظيمة سطرت منذ فجر البشرية القيم الإنسانية والعلوم والقوانين، وهنا على هذه الأرض ولد معنى الدولة.
🔵 نعترف أننا نعيش اليوم أزمة سياسية ونجتهد في إيجاد الحلول وأحياناً نجتهد في ابتكار العوائق والانسدادات، وعلينا أن نعترف كذلك أن شعبنا قلق من نتائج الانسداد السياسي بما يعرقل مسار حياته، فالشعب أوفى بعهده تجاه الدولة.
🔵 شعبنا آمنَ بأن الأمل تصنعه الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة، وحب الوطن والدفاع عن الدولة ومقدراتها والولاء لهذه الأرض أولاً وثانياً وثالثاً.
🔵 هناك أزمة سياسية في شكلها العام وخلاف دستوري وتضارب في تعريف إدارة الدولة، لكن أناشدكم بالله “ما هو جوهر الأزمة الحقيقي؟ “ما هي أزمتنا؟”، أقول إننا نواجه “أزمة ثقة” وليست أزمة دستورية وسياسية وحسب.
🔵 من الطبيعي جداً أن نكون وسط أزمة الثقة عندما نقرر عدم مواجهتها بوضوح وصراحة، نعم إنها “أزمة ثقة” قبل أن نمضي إلى أي خيار سياسي آخر لمعالجة الانسداد الحاصل، اليوم علينا أن نفكر باستعادة الثقة، أن نبادر لكي نخلق أجواء استعادة الثقة.
🔵 خرجت اليوم عن السياق المعتاد للكلمات البروتوكولية لأنني أمام تأريخ يقول إن العديد من الإخوة الحاضرين من أصحاب المبادرة في مقارعة النظام القمعي الاستبدادي ومحاربة الإرهاب، كانت وما زالت تجمع بينهم أواصر الثقة المتبادلة ومهما اختلفوا فإنهم يستعيدون هذه الروح، وهي الطريق السليم لفتح الانغلاق السياسي.
🔵 يجب على كل قوانا السياسية الوطنية أن تقطع بدورها الخطوات اللازمة لترميم الثقة فيما بينها، والخطوة الأولى هي الكف عن الاتهام والتخوين والطعن بالانتماء بالدين والمذهب والوطنية، يكفي طعناً وتشويها وتحريفاً واستغلالاً واستخداماً غير منصف للمنابر .
🔵 شعبنا قلق، شعبنا لا يريد العودة إلى الوراء بصرف النظر عن المزايدات السياسية هنا أو هناك، الشعب يعتقد أنه خطا خطوة إلى الأمام ويريد التقدم لا التراجع إلى الوراء، ولن يعود إلى الشرك الديكتاتوري والفوضى والصراعات العبثية.
🔵 أستذكر الكثير من الوجوه الأصيلة التي جمعتني معها مناسبات مختلفة سواء في مرحلة المعارضة ومقارعة الديكتاتورية أو ما بعدها، وأستحضر بالكثير من الاعتزاز تضحيات الشهداء الكريمة على هذا الطريق، وأستحضر التضحيات التي قدمها شعبنا في مواجهة أعتى هجمة إرهابية منذ عام 2003 ووصلت ذروتها في فترة تنظيم داعش الإرهابي.
🔵 أستذكر شهداء العراق الذين ضحوا على طريق الحق ولحفظ الحياة الكريمة، شهداء التفجيرات الإرهابية وشهداء القتل والاغتيال وشهداء قواتنا الأمنية والعسكرية بمختلف صنوفها. كل هذه التضحيات الكبيرة قدمت فداءً للعراق ومستقبله، وكل قطرة دم سالت على أرض الوطن لها صوت وروح ومعنى وموقف.
🔵 كل ألمٍ ووجعٍ مرّ به عراقي من أقصى البصرة إلى أقصى دهوك، يستحق أن نقف مراراً وتكراراً للقول إن العراق هو نتاج ثقة عمرها سبعة آلاف سنة، وإن أي معادلة سياسية واجتماعية أو أمنية، لا يمكن لها أن تقوم في هذا البلد إلا على قاعدة الثقة المتبادلة، الثقة بوطننا وبتأريخنا وبمستقبلنا.