أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، الثلاثاء، أن الحكومة وضعت في قمة أولوياتها إعادة بناء المدن المحررة، فيما أشار الى أنها تعمل على بناء علاقات جيدة ومتوازنة مع دول العالم.
وقال حسين في كلمة العراق بالدورة 48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وتابعتها الرشيد: “نشيد بجهود الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على تحضيراتها لغرض إنجاح عقد هذه الدورة، ونوجه شكرنا إلى جمهورية النيجر لجهودها التي بذلتها في رئاستها للدورة السابقة، مبينا: “انني اغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أن الانتصارات التي حققها الشعب العراقي على عصابات داعش الإرهابية أثبتت الهوية التعددية الديمقراطية للعراق الاتحادي من خلال تلاحم أبناء الشعب بجميع طوائفه وقومياته وأديانه مع القوى الأمنية بشتى صنوفها، وبمساعدة وتضامن الأشقاء والمجتمع الدولي، فالانتصار على عصابات داعش هو انتصار لشعوب العالم وللإنسانية جمعاء، حيث خاض العراقيون حربهم العادلة ضد الإرهاب، دفاعاً عن الوطن وأيضاً بالنيابة عن العالم، ودفاعاً عن القيم والمعاني الإنسانية، بإرادة شعبنا المحب للسلام والرافض لكل أشكال التطرف والعنف”.
وأضاف أنه “في الوقت الذي قاتلنا فيه الإرهاب، تعمل حكومة العراق على تحقيق التنمية والاستقرار والتعايش المجتمعي السلمي، بعد هزيمة عصابات داعش وتحرير الأراضي العراقية واستعادة السيطرة عليها، إذا أصبح العراق والعالم أكثر أمناً بعد هذه الانتصارات التاريخية”، مشدداً على “أهمية تضافر الجهود، لمحاربة جميع أشكال التمييز والتطرف والفهم الخاطئ للدين والقضاء على مشاعر الإقصاء والعمل على إشاعة ثقافة التسامح والاعتدال والحوار بين الثقافات والأديان”.
وأكد “ضرورة العمل لتفعيل وتنفيذ جميع قرارات منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة المتعلقة بمناهضة ازدراء الأديان ودمج الأقليات في المجتمعات وتجفيف منابع الإرهاب والفكر المتطرف وسبل تمويله”، لافتاً الى أن “الحكومة العراقية وضعت في قمة أولوياتها إعادة بناء المدن المحررة وتأهيل بناها التحتية التي دمرتها عصابات داعش واستكمال إعادة النازحين إلى منهم بعد تطهيرها من الألغام وتوفير الخدمات الأساسية فيها”.
وتابع أن “حكومة العراق أهابت بأعضاء دول المنظمة والمجتمع الدولي للوقوف مع العراق والمساهمة الفاعلة في إعادة الآثار العراقية التي قام بسرقتها عصابات داعش الإرهابية والمتاجرة بها، للحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي، ليس للعراق فحسب وإنما للبشرية جمعاء”، موضحا أن “العراق يسعى إلى تطبيق قراري المنظمة المرقمين (48/12 – ث) و (48/53 – س) الخاصين بعقد مؤتمر لدعم وإعادة بناء وتأهيل الآثار والممتلكات التاريخية، وإعادة تأهيل المدن العراقية ما بعد داعش، تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ذات الصلة”.
وذكر حسين أن “حكومة العراق تعرب عن امتنانها لمنظمة التعاون الإسلامي لدعمها العملية الانتخابية في العراق، التي جرت في العاشر من الشهر العاشر لعام ألفين وواحد وعشرين، وإرسالها وفداً لمراقبة الانتخابات البرلمانية؛ لتشكيل حكومة ديمقراطية جديدة تسعى إلى تلبية تطلعات وآمال الشعب، كما تقدر وتثمن مشاركة المنظمة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في الثامن والعشرين من الشهر الثامن العام ألفين وواحد وعشرين، ودعمها للعراق من خلال البيانات والمواقف التي تصدرها الأمانة العامة للمنظمة والقرارات التي تصدرها لصالح العراق في اجتماعاتها”.
وبين أن “حكومة العراق تعمل على بناء علاقات جيدة ومتوازنة مع دول العالم، وفق سياسة خارجية مستقلة قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتعزز دور العراق في حفظ الأمن الإقليمي والدولي باعتماد مبدأ الحوار والتواصل، لحل المشاكل العالقة، وتجب استعمال القوة أو التهديد بها، والسعي الى أن يكون العراق عامل ومصدر استقرار في محيطه الإقليمي والدولي، إذ قدم العراق العديد من المبادرات لتجسير الخلافات وحل المشاكل بين دول المنظمة بالطرق السلمية، وخاصة في محيطه الإقليمي”.
وأكد “على مواقف العراق الدائمة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية ودعمه الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وبالشكل الذي تحدده القيادة الفلسطينية، واستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية”، لافتا الى أن “العراق ملتزم بالتعاون مع المنظمة من أجل تعزيز الشراكة، ودعم المنظمة وأجهزتها ولجانها كافة، وتعزيز العمل الإسلامي المشترك”.
وأعربُ حسين عن دعمه “لجمهورية باكستان الإسلامية عن دعمنا لرئاستها هذه الدورة (الثامنة والأربعين)”.