دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، اليوم الاثنين، الى رفض وجود المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً محاسبة كل فاسد اياً كان انتمائه.
وقال الصدر في نص خطاب القاه عقب تصدر الكتلة الصدرية للنتائج الاولية للانتخابات التشريعية:
النصُّ الكامل لخطاب سماحة القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) الموجّه إلى الشعب العراقي بمناسبة الانتصار الكبير في الانتخابات النيابية المبكرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي صدَق وعده، ونصرَ عبده، وهزمَ الأحزاب وحده.
نعم.. ظهرَ الحق وزهقَ الباطل، إنَّ الباطل كانَ زهوقاً، وقد قال تعالى في محكم كتابه العظيم: ((وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)).
نعم.. قد حبّبَ إليكم الإصلاح وزيّنه في قلوبكم، وكرَّه إليكم الفساد والانحلال والتطبيع، أولئك هم الراشدون.
فيا أيها الراشدون، ويا أيها المصلحون، يا شعب العراق هذا يومكم الذي توعدون، يومٌ يعز فيه الشعب ويكرَّم، وهذا يوم فيه تقوى شوكة العراق وتهاب، هذا يومٌ فيه يستقل العراق ويأمن.
نعم.. إنَّه يوم انتصار الإصلاح على الفساد، ويوم انتصار الشعب على الاحتلال والتطبيع والمليشيات والفقر والظلم والاستعباد.
نعم.. إنَّه يومُ العزيمة والثبات، يومٌ ازيحت فيه الطائفية والعرقية والحزبية لتُفتَّح أبوابُ العراق والعراقيين، فلا فرق بين أحدٍ منهم ونحن لهم خادمون.
نعم.. إنَّه يومُ الوطن، إنَّه يومُ العراق.
فلا تبعية لأحد الا لله وللشعب، بل استقلال وسيادة وهيبة.
نعم.. إنَّه يومُ الشعب ويومُ الدولة، ويومُ القوات الأمنية البطلة، إنَّه يومٌ انتصر فيه المظلوم على الظالم.
إنَّه يومُ الأقليات المضطهدة، وإنَّه يومُ الشيعي المحروم، وإنَّه يومُ السني المظلوم، وإنَّه يومُ الكردي المهموم، إنَّه يومُ العراق صدقاً وعهداً.
بل وإنَّه يومُ الصدري الصالح، ويومُ البدري المهجَّر، ويومُ الحكيمي الثائر، ويومُ التشريني المسالم، ويومُ العلماني المنصف، ويومُ المدني الوطني، ويومُ أبناء المرجعية الكرام، ويومُ أبناء أبي حنيفة النعمان، الذي تتحقق فيه أحلام أبي جعفر وعبد العزيز البدريّ.
فالحمد لله الذي َّ الإصلاح بكتلته الأكبر، كتلةٌ عراقية لا شرقية ولا غربية يضيء نورها مِنْ أرض العراق وشعبه ونخله وماءه وخيراته، فلا مكانَ للفساد والفاسدين بعد اليوم، فهلمّوا الى ورقة إصلاحية لا كعكة تؤكل منها ولا تقاسم للسلطة على حساب الشعب، بلْ انّه يومٌ نقدم فيه مصالح العراق والشعب ونحمي فيه مقدَّساتنا وحدودنا وسيادتنا وهيبتنا وكرامتنا.
ومِنْ هنا أقول: كل السفارات مُرحَّبٌ بها ما لم تتدخل في الشأن العراقي وتشكيل الحكومة، وأيٌ تدخل فسيكون لنا ردٌ دبلوماسي أو لعلّه شعبي يليق بالجرم، فالعراق للعراقيين فقط، ولنْ نسمحَ بالتدخل على الاطلاق.
ومِنَ الآن فصاعداً يجب حصر السلاح بيد الدولة، ويمنع استعمال السلاح خارج هذا النطاق، وإنْ كانَ ممن يدَّعون المقاومة أو ما شاكل ذلك، فقد آنَ للشعب أنْ يعيش بسلام بلا إحتلال ولا إرهاب ولا مليشيات تخطف وتروِّع وتُنقِصُ من هيبة الدولة، فالعراق عراق المرجعية وعراق الحكماء والعقلاء والوجهاء، وسنعمل على الاستنارة بأقوالهم وأوامرهم ونصائحهم وسنعمل على توحيد صفوف العشائر ونعطيهم الدور الفاعل في حماية العراق واستقرار أمنه، ولا يُرفع السلاح خارج نطاق الدولة على الاطلاق.
ولتعلموا انَّه مِنَ الآن فصاعداً لنْ يكون للحكومة والأحزاب أنْ تتحكم في الأموال والخيرات، بلْ هي للشعب، وسيحاسب كل فاسد أيّاً كان – أيّاً كان -، ونفط الشعب للشعب، وسنعمل على رفع مستوى الدينار العراقي ليكونَ بِمصافِّ العملات العالمية تدريجياً.
وفي خِضمِّ ذلك، فللإعمار والصناعة والزراعة والتربية والتعليم والصحة قسطٌ كبير من جهود الخيِّرين بلا فرق بين محافظة وأخرى إلّا مِنْ ناحية الحاجة وعدد النسمات التي سنُحصيها بأقرب وقتٍ ممكن.
نعم.. اُزيح البعث الكافر بدماء العلماء والشهداء ومِدادهم، وسنزيحُ الفساد بدمائنا إنْ اقتضت الضرورة، ولنْ نَحيد عَن ذلك.
وأنتَ أيها الشعب ستكون في عزّة وكرامة في الداخل والخارج، وستكون أنتَ الرَقيبَ علينا بَعد الله.
هذا وللشعبِ أنْ يحتفل بهذا النصر بالكتلة الأكبر، وليكن احتفالهم بلا مظاهر مسلحة وبدون ازعاج الآخرين.. وشكراً لكم.