أجرى علماء جامعة فليندرز ومعهد جنوب أستراليا للبحوث الطبية والرعاية الصحية، دراسة هي الأولى من نوعها عن تأثير المضادات الحيوية على الحيوانات السليمة من الطفولة إلى الشيخوخة.
وتشير مجلة Cell Reports، إلى أن نتائج الدراسة التي أجراها العلماء الأستراليون على الفئران، أظهرت أن المضادات الحيوية نفسها لا تؤثر في طول عمر الإنسان، بل التغيرات التي تحدثها في ميكروبيوم الأمعاء هي التي تؤثر.
وقد اكتشف الباحثون علاقة بين نوع الميكروبيوم، الذي يعيش في الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية، وقصر متوسط طول العمر المتوقع للفئران.
ويقول البروفيسور ديفيد لين، رئيس فريق البحث، “لأول مرة تابعنا تأثير التغيرات الحاصلة في ميكروبيوم أمعاء الفئران نتيجة تناول المضادات الحيوية في عمر مبكر، طوال حياتها”.
واتضح للباحثينن أنه بعد التأثير الطويل للمضادات الحيوية، تحصل تغيرات جدية في تنوع ميكروبيوم الأمعاء، ويبقى فيه نوع أو نوعان منها فقط، التي أطلق عليها الباحثون رمز PAM I و PAM II ، وأن البكتيريا موجبة الغرام من عائلة Erysipelotrichaceae (Turicibacter) أصبحت مهيمنة في PAM I وبكتيريا Lachnospiraceae (Blautia و Coprococcus) في PAM II .
ويقول البروفيسور، “أظهرت فئران PAM II مقاومة عالية للأنسولين بعد تقدمها في العمر، ما يشير إلى وجود مشكلة في عملية التمثيل الغذائي، كما ظهرت التهابات مختلفة في جميع أنسجة جسمها بما فيها الدم والكبد والدماغ. وكانت نسبة الوفيات بين هذه الفئران تقريبا ضعف نسبة الوفيات بين فئران PAM I ، على الرغم من أن الفئران في كلا المجموعتين تعرضت لتأثير نفس كمية ونوع المضادات الحيوية”.
ويضيف، “يظهر من نتائج الدراسة، أن الميكروبيوم الذي يستوطن الأمعاء ثانية بعد تناول المضادات الحيوية يمكنه إعادة برمجة منظومة المناعة لدى الثدييات مع تأثيرات بعيدة المدى، بما فيها التأثير في عملية التمثيل الغذائي وحتى في متوسط العمر”.
ولإثبات أن هذه النتائج كانت بسبب اختلاف الميكروبيوم المتشكل حديثًا ، وليس المضادات الحيوية نفسها، ملأ الباحثون أمعاء الفئران النموذجية الخالية من الميكروبيوم ، والمعروفة باسم “الخالية من الميكروبات” ، ببكتيريا PAM I و PAM II. وقد أظهرت نتائج هذه التجربة نفس التغييرات في منظومة المناعة للفئران من مجموعة PAM II مقارنة بمجموعة PAM I.