يعتبر المقهى في بغداد منتدىً اجتماعياً يلتقي بهِ الناس للترفيه عن أنفسهم، وقد يكون احياناً مكاناً تناقش فيهِ شؤون أهالي المحلة أو البلدة
مقهى العابرين: وهو الموجود في الساحات والشوارع الرئيسية يجلس فيه من ينتظر موعداً أو لطلب الراحة.
مقهى المحلة: الموجود داخل الأحياء الشعبية وهو منتدى لأهل هذه الأحياء الذي يلتقي فيه أهل المحلة.
مقهى المثقفين: حيث يجتمع فيه مثقفون وشعراء وفنانون وسياسيون وأكثر هذه المقاهي في شارع المتنبي.
مقهى الرياضيين: من عشاق الكرة وعشاق لاعبي الريسز(سباق الخيول)، وصراع الدِيَكَة.
مقهى العمال: حيث يقعد عمال وحرفيون لانتظار من يستأجرهم بالأجرة اليومية، وهذه المقاهي في الباب الشرقي وعلاوي الحلة وباب المعظم والأعظمية والكاظمية
مقهى عزاوي
لصاحبه حميد القيسي، ولكن أشتهر باسم عاملها عزاوي القادم من واسط، ويقع في سوق الهرج، قرب جامع الأحمدية، وتحديداً إلى جوار حمام الباشا في منطقة الميدان. وكان يقام فيه حفل خيال الظل، والقرة قوز، والقصخون، في ليالي رمضان، وقد مثل فيه الكوميدي الفطري جعفر اغا لقلق زاده، وغنت فيه عفيفة إسكندر، وغنى فيه ايضاً أشهر مطربي ذلك الوقت نجم الشيخلي وأحمد زيدان. كما أقترنت شهرة المقهى بالأغنية البغدادية لأستاذ المقام العراقي يوسف عمر والتي يقول فيها: ياكهوتك عزاوي… بيها المدلل زعلان
مقهى النقيب
يسمى مقهى إشكير نسبة إلى صاحبه إشكير وهو تصغير اسم شاكر، وهو رجل مكتنز الجسم وذو هيبة، ويعتبر أول مقهى عرف بمحلة قنبر علي
مقهى نامق باشا
اقيم هذا المقهى في عهد الوالي نامق باشا الذي حكم مابين 1899-1902م، قرب الجسر الحديث الذي اقامته مدرسة الصنائع بامر الوالي نامق باشا لاستبدال الجسر القديم والذي كان يتكون من 24 زورقاً يقال للواحدة منها جسارة ومربوطة بسلاسل غلاظ طولها 220 متراً، حتى تم انشاء الجسر الحديث والذي عرف فيما بعد بجسر بغداد (موضع جسر الشهداء حالياً) وامر باقامة مقهى فيه، يطل على نهر دجلة. وكان يتردد على المقهى عامة الناس خصوصاً في فصل الصيف ليلاً للتمتع بمنظر دجلة الجميل وهوائه العليل.
مقهى هوبي
وكان قرب موقف سيارات جسر السنك الحالي، وكان فيه جناح لبيع الاخشاب، وكان صاحبه هوبي يجلس في مدخل المقهى وهو يرتدي طربوشه الأحمر على راسه، وكان يغني فيه احياناً قاريء المقام رشيد القندرجي، وفرقة الجالغي البغدادي. وقد نقل هوبي مقهاه هذا إلى منطقة الصالحية قرب سوق النجارين حيث استاجر بستانا وارسى مقهاه بين اشجار البرتقال والرمان ليجعل منه شبيهاً لمقاهي دمشق.
مقهى الأورفلي أو مقهى سعيد أفندي
ويقع هذا المقهى في جانب الرصافة من بغداد بمنطقة الباب الشرقي، ويطل على نهر الأورفلي، الذي كان يسقي المزارع الموجودة حينها، وقد أزيل النهر عام 1930م، وانشأ مكانه مبنى سينما السندباد.
مقهى سوق الأستربادي
ويقع هذا المقهى في أشهر أسواق الكاظمية الا وهو سوق الاستربادي، وكان رواده من الشعراء الشعبيين امثال ملا حسن الكاظمي وفاضل الصفار وعبد الهادي قفطان.
مقهى التراث الشعبي
ويقع في الكاظمية امام باب القبلة، وقد انشأ هذا المقهى قبل مئة عام تقريباً، ويميز بالصور التراثية المعلقة ومنها لوحة للرسام إبراهيم النقاش تمثل عمارة بغداد القديمة وشناشيله، إضافة إلى وجود السماورات القديمة الذي كتب على احداها تاريخ 1909ويسمى أبو العشرة أختام، وتقام فيه حفلات يقيمها رواد المقام العراقي والموالد ومنهم طالب السامرائي، وخضير الجبوري، وحسين الأعمى، وتقام فيه ايام رمضان لعبة (المحيبس) البغدادية والتي ينظمها لاعب المحيبس جاسم الأسود، كما ان المقهى اصبح ملتقى لباعة الخواتم (المحابس) والأحجار الكريمة والمسابح لقربها من سوقهم.
مقهى البيروتي
وسمي بالبيروتي نسبة إلى مالكه إبراهيم البيروتي الكرخي، وكان مشيداً من الخشب، ويقع قرب سوق السمك المركزي وهو واسع حيث يمتد إلى منتصف خانات الصوف والجلود والدهن مثل خان حمودي الوادي، وخان بيت الهندي، وخان الفنهراوي. وكان مدخل المقهى الكبير والعريض ملتقى الشعراء والظرفاء من أبناء الكرخ مثل الملا عبود الكرخي، والفنهراوي، وحمودي الوادي، وتوفيق الخانجي وغيرهم من التجار واصحاب الخانات. وإضافة إلى تقديم الشاي اشتهر بتقديم النرجيلة (الشيشة).وفي نهاية المقهى هناك مكان خصص للاعبي القمار وكان على رأسهم إبراهيم البيروتي صاحب المقهى، مما ادى إلى الإساءة إلى سمعة هذا المقهى وعزوف رواده والذهاب لارتياد مقاهٍ غيره.
وقد دمر الفيضان هذا المقهى في الخمسينات.واقيم مقهى آخر حمل نفس الاسم عند التقاء منطقة الجعيفر والعطيفية حيث يقع مقهى البيروتي الجديد والذي يقال انه سمي على اسم المقهى الأول، أو لكون صاحبه يحمل البيروتي وهو الحاج محمد البيروتي، الذي كان قد نزح من بيروت ابان الحكم العثماني، وذاع صيته لارتياد عدد من الشعراء والادباء له من امثال الشاعر الفقيه محمد سعيد الحبوبي، ويوسف العاني، وخضر الطائي، وعبد الحميد الهبش، وآخرين.
مقهى الزهاوي
تاسس عام 1917م، وكان يسمى مقهى امين، ويقع في شارع الرشيد عند مدخل مديرية الشرطة العامة في السراي قديماً، واكتسب شهرته وصار اسمه مقهى الزهاوي نسبة إلى الشاعر جميل صدقي الزهاوي المتوفى سنة 1936م، ويمارس فيه لعبة الدامة وبتفنن غريب، إضافة ان له مجلساً أدبياً فيه، يتردد عليه عدد من الشعراء والادباء الفضلاء من بينهم الشاعر معروف الرصافي، والاستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء. وكان يرتاده باستمرار، ويردد فيه مقالاته واشعاره، وقد استقبل بهذا المقهى عام 1932م شاعر الهند طاغور، وكذلك كان قد التقى فيه بالباشا نوري السعيد .
مقهى الشاهبندر
تأسس عام 1917 بعد ان كان مطبعة الزوراء تشغلها، ويقع في نهاية شارع المتنبي قرب مبنى القشلة ويعتبر ملتقى ثقافي وادبي. ولكون هذ المقهى كان قريباً من دوائر الحكومة في القشلة، ووجود المحاكم، فكان محطاً لمراجعي تلك الدوائر الحكومية والمحاكم، فهي مزدحمة بالزبائن صباحاً بانتظار افتتاح الدوائر ابوابها، أو قول الموظف للمراجع روح تعال بعد ساعة فيقضون الوقت في شرب النرجيلة والشاي فيه. كان بجواره دكان للتصوير بماكنة التصوير القديمة يلتقط الصور لمراجعي الدوائر، ويضع على الحائط قطعة قماش اسود وفيها مختلف المناظر من وحوش واشجار ومركب ومن يريد ان يلتقط عنده صورة وسط هذه المناظر لابد ان يمسك بيده مسبحة كهرب ومسدس خشبي. كما ان هناك دكان لبيع القرطاسية وورق العرائض والطوابع البريدية صاحبه من بيت الأحمدي، ودكان لطباعة العرائض يعود إلى رؤوف الأعمى الذي كان يلبس النظارات ويقرأ بعين واحدة ثم يحرك راسه ليقرأ بالعين الثانية ريثما تستريح الاولى. وايضاً مقهى الشابندر كان محطة انتظار لزبائن (المايخانة) المجاورة له والتي تفتح بعد آذان المغرب بانتظار القصخون أو قاريء المقام واحياناً الجوقة الموسيقية. وقد تعرض مقهى الشابندر إلى تفجير إرهابي عام 2007م ذهب ضحيته العشرات ومن بينهم خمسة من أبناء صاحب المقهى الحاج محمد الخشالي فسمي بمقهى الشهداء.
مقهى أم كلثوم
الذي اسسه عبد المعين المصلاوي وخصصه لسماع اغاني الفنانة أم كلثوم فقط، وترى صورها تملأ الجدران، وعند وفاتها عام 1975م سافر صاحب المقهى الذي كان مولعا بها، وشارك في تشييعها، واقيمت فيه مراسيم العزاء لمدة ثلاثة أيام، وما زال إلى اليوم قائماً في مدخل ساحة الميدان، ومن رواده محمد القبانجي ويوسف عمر وحسين الأعظمي وحقي الشبلي وفائق حسن وجواد سليم وشعوبي إبراهيم ومحمد القيسي وداخل حسن.
مقهى ابراهيم عرب
وإبراهيم عرب المتوفى عام 1979م، شخصية اجتماعية بغدادية إشتهر مقهاه في أربعينيات القرن العشرين باسمه وبقصصه الغريبة التي كان يدهش الحاضرين بها، حيث يقوم بصياغتها بالفاض المغالاة والكذب الأبيض، وسمي بالنفاخ، مما جعل الناس تلتف حوله للاستماع إلى تلك القصص الوهمية، فمن اظهر له تأييده نال عناية خاصة من إبراهيم عرب ومن عارض قصته فقد نال جفاه حتى تتم مصالحتهما من خلال توسط بعض الزبائن بينهما، حتى تعود المياه بينهما إلى مجاريها، ويقع هذا المقهى بمنطقة الكرنتينة في الباب المعظم.
مقهى حسن عجمي
يعود تاريخ هذا المقهى إلى ما قبل احتلال الجيوش البريطانية لمدينة بغداد عام 1917م. وان أجمل ما كان يميزه هو مجموعة السماورات الروسية النادرة، المزينة بصور القياصرة الروس والاختام الرسمية التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، إلى جانب قواري الشاي وزجاجيات الناركيلة، التي تزينها صور الملك فيصل الأول والملك غازي وملوك الفرس من القاجار. وقد اختفت كلها عندما دخل الجيش الأمريكي إلى شارع الرشيد.
وصف الشاعر محمد مهدي الجواهري هذا المقهى بانه أشهر مقاهي بغداد. ويعتبر من المقاهي التراثية، ويقع على الضفة اليسرى من شمالي شارع الرشيد في منطقة الحيدرخانة، بين ساحة الميدان وساحة الرصافي القريبة من شارع المتنبي.وما يميز هذا المقهى انتشار المرايا الكبيرة ورؤوس الغزلان المعلقة على جدرانه
مقهى السنك
ويقع في المحلة ذاتها وكان يقرأ المقام العراقي فيه كل من أحمد الزيدان ورشيد القندرجي.
….
وهناك العديد من المقاهي في بغداد التي كان لها تأريخها وأيامها